حضر «النمس» (مصطفى الخاني) فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، ومشى على السجادة الحمراء مثل سواه من النجوم. ربما كان في وضعية أفضل من النجم التركي مهند الذي لم يعرف له من قبل مشاركة سينمائية من أي نوع، فالنمس سبق وشارك في فيلم «باب المقام» لمحمد ملص في دور ثانوي ربما لا يذكره أحد الآن، لكنه يحمل في رصيده ما يضعه بين نجوم السينما. على أي حال تبدو انشغالات «النمس» اليوم أكبر من أن تحد، فهو مشغول بتوسيع دائرة أعماله بعد أن حظي بالشهرة على نطاق واسع في «باب الحارة»، ومشغول بطباعة ديوانه الشعري الأول «أبجدية ليلى». وما بين همومه مجتمعة يقول الخاني حول أدائه دور «النمس» في «باب الحارة»، وما إذا بالغ في اجتهاده على الشخصية أكثر مما كان مطلوباً منه: «لا يوجد حد للاجتهاد، فهو مسألة نسبية. ذلك ان ما تراه كافياً، قد أراه من زاويتي بحاجة إلى اجتهاد أكبر». طبعاً لا يفوت «النمس» أن الاجتهاد الشخصي ضمن عمل اكتملت عناصره الفنية قد يسبب اشكالاً للشخصية نفسها، ومع هذا يوضح قائلاً: «في التلفزيون قد يكون الاجتهاد ضمن آلية العمل فيه مطلوباً بدرجة أقل مما يمكن أن يكون عليه في السينما، ومع ذلك فأنا منذ قرأت الشخصية على الورق وجدت أنها شخصية يمكن الذهاب بها إلى زوايا أكثر عمقاً بحيث لا تكون أحادية الجانب وذات لون واحد. وهذا أمر أوضحته للمخرج بسام الملا وأنا أعمل على تشريحها، اذ وجدت أنها شخصية شريرة بالكامل، واقترحت عليه أن نقدمها بطريقتي لتصبح محببة جداً لدى المتلقي. وأوضحت له في السياق رؤيتي لها من خلال التحية الخاصة التي انفرد بها النمس». لا ينكر الخاني أن هذه الطريقة قد تثير بعض المخرجين، و «لكن هذا طبيعي في عمل الممثل، وأنا لا أدعي بأنني قمت بعمل استثنائي. فالكاتب يقدم رؤيته الخاصة للشخصية على الورق، وعلى الممثل أن يكمل ما بدأه الكاتب، فيقدم رؤيته الخاصة للشخصية على الصعيد المرئي، وهو بذلك انما يضفي بصمته وخصوصيته كممثل». وحول ما إذا كان قد توقع كل هذا النجاح ل «النمس» في الحياة الدرامية العربية يقول الممثل السوري: «كنت أتوقع نجاحاً كبيراً للشخصية، ولكن ليس إلى هذه الدرجة. صحيح أن المخرج الملا وعد في مؤتمر صحافي قبل شهر رمضان بمفاجأة كبيرة في الجزء الرابع، وكانت هذه المفاجأة هي شخصية «النمس»، إلا أن نجاحها تجاوز المسلسل وتحول النمس إلى ظاهرة. فشركات الاتصالات الخليوية مثلاً قدمت طلبات احتكار لطريقة «النمس» في التحية، وأنا شخصياً استعنت في أكثر من مكان برجال الشرطة للتخلص من تدفق المعجبين، وقد انهالت عليّ عروض مغرية بعضها يريد تقديم اعلانات تجارية باسم «النمس»، وبعضها تجاوز في قيمته المليون دولار». وحول ما إذا قرر الخاني مثل العقيد أبو شهاب (سامر المصري) أن يقدم الإعلان ضارباً بعرض الحائط التزاماته مع الملا يقول النمس مراوغاً: «حتى الآن لم أوافق على العرض وأسعى إلى تأجيله إلى ما بعد الجزء الخامس لأنني لا أريد حرق الشخصية. ولكن يمكن القول إني لم أرفض الإعلان ولم أوافق عليه، وإنني ما زلت أدرس فكرته ولم أتخذ القرار المناسب». وحول ما إذا كان موضوع الإعلان بالذات قد يجره إلى صدام مع الملا كما حدث مع المصري من قبل يقول النمس موضحاً: «الملا قال إنه ضد أن تستغل الشخصيات الدرامية في اعلانات تجارية، وطالب الممثلين ألا يقوموا بذلك، لكنه أضاف أن مصطفى الخاني استثناء وله الحق في أن يأخذ القرار الذي يريد. وأنا بالتالي أحترم جداً هذه الثقة، ومن باب الوفاء أعلنت أنني لن أستخدم شخصية «النمس» في أي عمل درامي أو إعلاني من دون أن يكون الملا شريكاً فيه، فما يربطني به هو الجانب الأخلاقي». وحول شهرة «النمس»، وما إذا كانت قد جاءت من طريقته في الأداء كممثل أو من شهرة المسلسل نفسه يقول الخاني: «ثمة عوامل كثيرة لعبت دوراً كبيراً في نجاح شخصية «النمس». ومما لا شك فيه انها لم تكن لتحظى بهذه الشهرة لو لم توجد في «باب الحارة». فبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، أصبح المسلسل ضمن أكثر عشرة مسلسلات تلفزيونية مشاهدة على مستوى العالم كله. وأنا بالتالي وجدت نفسي ضمن عمل له قاعدة استثنائية على الصعيد الجماهيري، وهذه مسألة تساهم بالتأكيد في نجاح الشخصية في حال قدمت بشكل جيد». ويضيف الخاني: «بالطبع يجب الا ننسى الاجتهاد على شخصية «النمس» ودور القناة العارضة «ام بي سي» التي تعتبر من أهم القنوات العربية في مجالها، وهي قناة تعرف كيف تسوق لأعمالها عبر مجموعة اعلامية متكاملة. ناهيك عن وجود مخرج مثل الملا يقف وراء العمل، فهو لم يسبق له أن قدم عملاً تلفزيونياً لم يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً». وينفي النمس حرصه على أن يكون ديبلوماسياً في أجوبته بخاصة أن زملاء له أصبحوا ضحايا الأجزاء السابقة لأسباب مختلفة، ويقول: «أنا أتكلم بناء على تجربتي الخاصة مع الملا، وإن كان للآخرين تجربة مختلفة معه، فلهم الحق في قول ما يريدون. فأنا لست مضطراً للمجاملة بخاصة أن عشرات العروض انهالت عليّ من سورية ومصر». ولايخشى «النمس» على نفسه من إمكان استبعاده من الجزء الخامس لسبب من الأسباب، ويقول: «إن كان هناك ضرورة درامية تتطلب استبعاد «النمس» فسأكون من الداعمين وسأبقى ضمن أسرة «باب الحارة» حتى لو لم أكن موجوداً في الجزء الخامس. ولكن يمكنني الجزم الآن بأننا سنبدأ التصوير بعد عيد الأضحى مباشرة وسيكون «النمس» متواجداً وستكون لديه مفاجآت كبيرة أيضاً».