سئل أحد المشرّدين في أمريكا مَن ربك؟ فأجاب قائلًا: لا أعرف لي ربًا غير الدولار.. فإذا كانت هذه هي حقًا رؤية المجتمع الرأسمالي للمال.. فما هي نظرة مجتمعنا المسلم للمال وصاحب المال؟!.. فصاحة حسان وخط ابن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس ونودي عليه لا يباع بدرهم سئل أحد المشرّدين في أمريكا مَن ربك؟ فأجاب قائلًا: لا أعرف لي ربًا غير الدولار.. فإذا كانت هذه هي حقًا رؤية المجتمع الرأسمالي للمال.. فما هي نظرة مجتمعنا المسلم للمال وصاحب المال؟!.. دعونا نقرأ هذه الأبيات القديمة: لقد وجدت ان اقل الامراض عدوى وانتقالًا هو الثراء فلو انك صاحبت مائة ثري وأكلت وشربت وسافرت معهم فاطمئن، فلن ينتقل إليك داء الثراء، ولقد قلت لأحد اصحابي الأثرياء مداعبًا: انتم يا معشر الاثرياء تسافرون كل صيف للسياحة ونحن الموظفين نبقى في الصيف لخدمة المجتمع.. فلماذا لا تسفّرنا معك على حسابك؟؟ فماذا تتوقعون إجابته، هل تظنون انه قال على الرحب والسعة؟؟ انظروا ماذا قال: ما سفرناك يوم الرخص تبينا نسفرك يوم الغلاء!! رأيت الناس قد مالوا إلى مَن عنده مال ومَن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس قد ذهبوا الى مَن عنده ذهب ومَن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة إلى مَن عنده فضة ومَن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة هل هذه الابيات تنطبق على مجتمعنا؟؟ سؤال طرحته على احد اصدقائي وهو من الطبقة الكادحة والسيارة تطوي الطريق فينا ونحن متجهون من الدمام الى الرياض فقال: بكل تأكيد تنطبق بل وتنطبق في كل زمان ومكان، بل هي في زماننا أشد خصوصًا اذا لم يكن لفاقد المال منصب وظيفي مرموق، لذا فلا عجب من سماع من يقول ان المال هو الوطن وهو الحمى وهو السند، ألم تسمع آباءنا يقولون: «ديرتك اللي ترزق بها وليست التي تولد بها»، واذا أردت أبيات شعر ترى فيها أثر المال على مجتمعنا فخذ هذه الابيات: ان قل مالي فلا خل يصاحبني وإن زاد مالي فكل الناس خِلاني فكم عدو لأجل المال صاحبني وكم صديق لفقد المال عاداني قبل عدة سنوات قلت لصديق آخر: انظر لذلك الثري ما شاء الله تبارك الله، لقد تجاوز السبعين من العمر، ولا يمكن ان تعطيه اكثر من خمسين عامًا، فأجابني قائلا: ألا ترى كيف يعامل مجتمعنا الثري؟؟ لا يسمع كلمة لا إذا طلب شيئًا، بل يسمع «سم طال عمرك» على الدوام، واذا تكلم حتى لو قال خطأ قيل صحيح يا طويل العمر، واذا قال طرفة لا يمكن ان تضحك احدًا ضحك كل مَن في المجلس، فهل تريده ان يشيب مثلنا؟؟ ولقد قرأت مؤخرًا ابيات شعر تلخّص اجابة صاحبي: ان الغني إذا تكلم بالخطأ قالوا صدقت وما نطقت محالا أما الفقير إذا تكلم صادقًا قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا إن الدراهم في المواطن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قِتالا ولقد وجدت ان اقل الامراض عدوى وانتقالًا هو الثراء فلو انك صاحبت مائة ثري وأكلت وشربت وسافرت معهم فاطمئن، فلن ينتقل إليك داء الثراء، ولقد قلت لأحد اصحابي الأثرياء مداعبًا: انتم يا معشر الاثرياء تسافرون كل صيف للسياحة ونحن الموظفين نبقى في الصيف لخدمة المجتمع.. فلماذا لا تسفّرنا معك على حسابك؟؟ فماذا تتوقعون إجابته، هل تظنون انه قال على الرحب والسعة؟؟ انظروا ماذا قال: ما سفرناك يوم الرخص تبينا نسفرك يوم الغلاء!! وننتقل الى ثري آخر يهاجمني باستمرار فيقول: أنتم ايها الموظفون الحكوميون لماذا كل هذا الغرور، كلها سنتان وتعزلون من مناصبكم وتطفؤون، ولا أحد يعرفكم، أما نحن الاثرياء فموجودون على الدوام ومقامنا محفوظ لدى الجميع.. فحري بكم ان تعرفوا قدركم وتعرفوا قدر الدراهم!! فغايظته قائلًا: انتم يا اهل القروش شئتم ام ابيتم فالمجتمع يقدّرنا اكثر منكم فنحن نخدمهم وأنتم.. حتى انتم يا رجال المال و الاعمال تقرّون وتعترفون بقدرنا، انظر الى اعلانات شكر التعزية التي تنشرونها في الصحف فبعد شكركم للقيادة تشكرون كبار موظفي الدولة، ثم تشكرون رجال الاعمال.. أليس هذا دليل انكم تقدّموننا وتقدروننا اكثر من انفسكم. أما صاحبي خطيب الجمعة فيقول في شأن الدرهم والدينار: يا صاحبي لو ان الناس عرفوا نظرة الإسلام للمال ثم تفكّروا جيدًا في عاقبة هذه الدنيا الفانية وفي عمرهم القصير لزهدوا في دنياهم، ولما احتاجوا لهذه الاموال لمعيشتهم، نراهم يواصلون الليل بالنهار لجمع الاموال ولو انهم آمنوا بقدر الله حق الإيمان لوجدوا ان رزقهم مكتوب لا يستطيع احد ان ينازعهم فيه، صحيح ان الانسان يحب المال، فالله «عز وجل» يقول «وتحبون المال حبًا جمًّا» والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف»، وصحيح ان الانسان يجب ان يسعى في رزقه لكن ليس بهذا المقدار الذي نراه الآن وبعضهم لا يهمه جُمع من حلال او حرام والله المستعان. تويتر: @IssamAlkhursany