في الغرب، يحسب المواطن هناك وبدقة ميزانيته في استهلاك الطاقة، ويقارن على سبيل المثال بين كلفة مشواره بالسيارة الخاصة وما ستحتاج له من بنزين. وكلفة المشوار نفسه بالقطار أو الطائرة، ليختار الكلفة الأقل، ولدينا في المملكة، قد تكون هناك مقارنة لاختيار وسيلة المواصلات الأسرع والأكثر راحة، ولا ننظر لكلفة الطاقة ولا نعيرها أي اهتمام، سعر البنزين في المملكة يبدأ ب45 هللة، وهو الأقل سعراً في العالم، وهذه النقطة تحسب لحكومة المملكة، التي تدعم المواطن وتخفف عن كاهله كثيراً في معيشته، ولو فكرت الحكومة في رفع الدعم عن البنزين، ومضاعفة سعره إلى 90 هللة، فلا أعتقد أنه سيحد من عمليات الاستهلاك المحلي للطاقة بالقدر المتوقع أو المأمول، لأننا نفتقد إلى ثقافة الترشيد وثقافة المحافظة على ثرواتنا للأجيال المقبلةوالسبب أن البنزين عندنا أرخص من المياه المعدنية، وتكفي 25 ريالاً لإشباع أي سيارة خزان بالبنزين. أتفق مع من يحذرون من تنامي الاستهلاك المحلي للطاقة في المملكة، والذي يقارب أربعة ملايين برميل نفط، وأتفق معهم أيضا على أن استمرار الاستهلاك المحلي على هذه الوتيرة، يهدد دخل المملكة، التي لا تزال تعتمد على النفط كمورد رئيسي للدخل القومي، وقد أختلف معهم في ضرورة رفع الدعم عن البنزين. سعر البنزين في المملكة يبدأ ب45 هللة، وهو الأقل سعراً في العالم، وهذه النقطة تحسب لحكومة المملكة، التي تدعم المواطن وتخفف عن كاهله كثيراً في معيشته، ولو فكرت الحكومة في رفع الدعم عن البنزين، ومضاعفة سعره إلى 90 هللة، فلا أعتقد أنه سيحد من عمليات الاستهلاك المحلي للطاقة بالقدر المتوقع أو المأمول، لأننا نفتقد إلى ثقافة الترشيد وثقافة المحافظة على ثرواتنا للأجيال المقبلة، وعدم استنزافها، ونستعين بدلا من ذلك بثقافة البذخ وعدم حساب للغد، وهو ما يجعل موظفين ذوي دخول جيدة في القطاعين الحكومي والخاص، لا يستطيعون تكملة شهرهم دون الاقتراض من الأهل والأصدقاء. المملكة في الوقت الحالي تحتاج إلى شبكة مواصلات عامة، تقلل من تحركات9 ملايين سيارة تجوب مناطق المملكة من شمالها إلى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، وتحتاج أيضا إلى منهجية تفعل ثقافة الترشيد بين الأفراد كافة، والإيصال بمفاهيم ومبادئ هذه الثقافة إلى الطالب في مدرسته، والعامل في مصنعه، وربة البيت في منزلها، وأهم مبدأ هو أن الترشيد واجب على الفقير والغني، وليس معني أن الشخص الموسر قادر على دفع فاتورة الكهرباء وشراء البنزين، أن يستهلك ما يشاء من الطاقة، لأن هذا تبذير يضر بوطنه وأبنائه وأحفاده.. هذا هو الترشيد الحقيقي للطاقة.