أخرج فريق من الخبراء الدوليين رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات امس لمحاولة اكتشاف ما اذا كان تم تسميمه كما يظن الكثير من الفلسطينيين. وقال توفيق الطيرواي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس اخذوا عينات من رفات عرفات دون تحريك الرفات من مكانها. واضاف في بيان مكتوب امس: لقد سارت الامور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرر. وقد اخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون ان يتم رفع الرفات من مكانها بموافقة واجماع الخبرات. واضاف: وبما ان الجثمان لم يرفع من مكانه فقد الغيت مراسم اعادة الدفن وسيستعاض عنها بوضع اكاليل من الزهور من جانب اعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية. وشوهد عدد من العمال يعملون على ازالة الستائر البلاستيكية التي وضعت في محيط الضريح تمهيدا على ما يبدو لاعادة فتحه امام الزوار. وبدأ محققون فرنسيون تحقيقا في أغسطس حول موت عرفات في باريس بعد أن قال معهد سويسري انه اكتشف مستويات كبيرة من البولونيوم المشع على ملابسه التي قدمتها أرملته سها. ولم يتم تشريح الجثة في ذلك الوقت بطلب من زوجته سها وقال أطباء فرنسيون عالجوه انهم لم يتمكنوا من تحديد سبب وفاته. لكن ظهرت على الفور مزاعم بتعرض عرفات لمؤامرة ويشير الكثير من الفلسطينيين بأصابع الاتهام الى اسرائيل التي حاصرت عرفات في مقره في رام الله بالضفة الغربية اخر عامين ونصف العام من حياته بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. وقالت اذاعة صوت فلسطين الرسمية ان رفات عرفات أخرجت بعد أن بدأ العمل فجر امس. وشارك خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا والاراضي الفلسطينية في عملية استخراج الرفات والتي تمت بعيدا عن أعين الناس ووراء أغطية زرقاء نصبت باحكام حول ضريحه في رام الله. وقال دارسي كريستن المتحدث باسم مستشفى لوزان الجامعي في سويسرا والذي أجرى الفحص الاول لملابس عرفات: ستؤخذ عينات طبقا لبروتوكول صارم جدا وسيجري تحليل هذه العينات. وأضاف: من أجل القيام بهذه التحاليل وللتأكد والتثبت والتحقق.. فان الامر سيستغرق عدة أشهر ولا أعتقد أن سيكون لدينا أي شيء ملموس قبل مارس أو ابريل من العام القادم. وبالتوازي مع فريق الطب الشرعي هناك محققون فرنسيون موجودون أيضا في رام الله هذا الاسبوع لاستجواب أفراد ممن كانوا مقربين من عرفات لمعرفة ما اذا كان بامكانهم القاء الضوء على وفاته. وقال مصدر لرويترز ان الفرنسيين لديهم قائمة تضم 60 سؤالا وهناك فرد واحد على الاقل سيخضع للاستجواب طوال خمس ساعات. وفي حين أن الكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن اسرائيل هي وراء موته فانهم يقرون بأن من شبه المؤكد أن فلسطينيا هو الذي أوصل السم الى عرفات سواء عن قصد أو عن غير قصد.