أكّدت مؤسِسَة مقهى مدى الثقافي الكاتبة والمترجمة تركية العمري في محاضرتها التي ألقتها مساء الأحد المنصرم بنادي المنطقة الشرقية الأدبي أهمية الدور الذي تلعبه المقاهي والملتقيات النسائية الثقافية في المملكة في نشر الوعي و تنمية الثقافة، وخلق التواصل بينها وبين المجتمع. وعرّفت العمري في محاضرتها « المقاهي الثقافية النسائية: مقهى مدى الثقافي أنموذجاً» بتجربة منتداها وما يقوم به من دور في تعزيز النشاط الثقافي في المنطقة، بعد أن ألقت الضوء على دور المقاهي والملتقيات في العالم ثم في العالم العربي ثم في المملكة. وأدارت الأمسية عضو مجلس إدارة النادي الدكتورة أمل التميمي التي عرّفت بالضيفة وذكّرت بأهم الصالونات الأدبية في العالم العربي كصالون الأديبة مي زيادة، وفي المملكة كصالون مها الفتيحي، ودورها في نشر الثقافة. وعددت العمري الأهداف التي يتبناها المقهى حيث بيّنت أنّه تأسس في 2012بقرية القصيبي بالخبر وتُنَظّم فعالياته في مقهى معروف، وذكرت أنه أطلق أولى فعالياته في اليوم العالمي للقصة القصيرة، مبينةً أنّ للمقهى اهتماماً بتحقيق التنمية الثقافية في المجتمع. وأوضحت العمري أنّ الأجناس الأدبية التي يركز عليها المقهى هي الترجمة الأدبية والرواية والقصة القصيرة والشعر. وبيّنت أنّ الفئة المستهدفة هي المجتمع بجميع شرائحة مع الاهتمام بالفتيات الموهوبات في الكتابة من سنّ « 9-14 سنة»، إضافة إلى المواهب الأدبية الشابة والمهتمات بالشأن الثقافي والشاعرات والكاتبات والأديبات ودعوة الرائدات ليذكرن تجاربهن. وقالت: إنّ أنشطة المقهى تنوّعت بين المحاضرات والجولات والندوات والقراءات وورش العمل وجلسات النقاش والأمسيات، كما يحتفى المقهى بالأيام الثقافية العالمية. كما عدّدت العمري بعض أنشطة مقهى مدى الثقافي الكثيرة بالرغم من حداثة سنه، وأوضحت العمري أنّ اهتمام المقهى لم يقتصر على الأدب العربي إذ أقام أمسية ثقافية بعنوان «ملكة الأدب السويدي الكاتبة والروائية سلمى لاغرلوف». وعن الأنشطة التي نظمها المقهى في المؤسسات التعليمية ذكرت العمري أنها شملت بعض المدارس الابتدائية بالثقبة والخبر والظهران ومدرسة متوسطة في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية. وأوضحت أن المقهى حظي بدعم عدد من الجهات المهتمة بالثقافة حيث قام بعضها بتوفير نسخ مجانية من بعض الكتب الأدبية لأعضاء المقهى وحضور فعالياته كدار «المفردات» التي وفرت أكثر من مائتي نسخة من كتب متنوعة و مجلة «العربية» التي قدّمت ركناً يحوي أعداداً من المجلة. وكانت معظم المداخلات أسئلة عن حضور المقهى وإقبال الحضور عليه والتحديات التي واجهت المقهى وكيف تغلب عليها، فأجابت أنها لم تصادف الكثير من الصعوبات باستثناء تحديد المكان ليكون سهل الوصول إليه . وبادر نادي الشرقية الأدبي ممثلاً في رئيس مجلس إدارته خليل الفزيع بتزويد المقهى بإصداراته، كما تكفّلت مجلة القافلة ممثلة في رئيس تحريرها محمد الدميني بتزويد المقهى بنسخ من المجلة، وطالب الدميني بتكثيف الدور الإعلامي للتعريف بالمقهى، وتساءل عما إذا كان المقهى خاصاً بالمرأة، فأجابت العمري أنّه يركّز على إبداع المرأة بالدرجة الأولى، وختمت الأمسية بتقديم الدكتورة التميمي درع النادي التذكارية للضيفة.