خلق الإنسان بعد أمر الله بكلمة «كن» فكان، بدأ صغيرا في كل شيء أنامله ببصمتها كبرت معه يوما بعد يوم، اتسع أفقه وتعلم، فقه المذاقات بعد أن كان تذوقه مقتصرا على حليب أمه، صنّف الأصوات، فقد كبر عالم الحس من حوله، لم يعد صوت أسرته الصوت الوحيد، الذي يحدد نبراته، فقد اطلع على لغات العالم بأسره، وإن لم يتحدث إلا واحدة أو أقل القليل منها. بعد أن خط حروف اسمه كتب اسم والده وعائلته، وظن أن اسم والدته «أمي» إلى حين ثم ابتسم على سذاجته، فقد كان لأمه اسم شجي له معنى قد يستطيع رسمه لو كان اسمها «لؤلؤة»، وقد يستطيع تخيله لو كان «شروق»، وقد يستنشقه لو كان اسمها «ياسمين»، وقد يتخلقه لو كان صفة ك «أمينة». أخبار متعلقة ظاهرة الكتابة ونتاج الكلمة سلامة الإنسان بناء ونماء رحيل الأمهات نما هذا المخلوق الجميل وجماله مصدره عقله، الذي حوّله من عاجز إلى متحدي المستحيلات، من صفحات بيضاء إلى معجم من الصفحات سطرت فيها الكثير من الصفات والأحاديث والسمات من المعارف والخدمات والإنجازات خدمته، وقد تخدم صغيرا للتو بدأ بتحريك قبضته في الهواء يتعرف على أول محيط له في الحياة. عاش هذا المخلوق بعد كلمة «كن» في الحياة مجابها كل أنواع التحديات محتملا ما خلقه وسنّه الله، فكل ما خلق حولنا خلقنا لنتعايش معه سواء كانت أحداثا أو ظروف أسباب أو مسببات ولو توقفت قليلا وتذكرت أعظم ظرف اعترضك وتجاوزته ستوافقني على تلك العبارات، وستتأكد مما يلي الفاصلة من كلمات، أن المرء لا يشقى إلا بنفسه ولا يشقيه ويعجزه إلا فكره، الذي يستقر في عقله. لو سكت هنا ستعتبر الموضوع مبتورا، لذا سأطلب منك أن تعيد قراءة الموضوع من الكلمات بعد الفاصلة إلى أول الكلمات. * كن صوت نفسك وانصت جيدا لصدى الأصوات، وفي مجابهة الأحداث لا تخشى قدراتك، فلن تخذلك، أما في مواجهة نفسك أعد جيشا متدربا على الأفكار عميق الفهم متأصل القناعات. @ALAmoudiSheika