لليوم الثالث على التوالي، تواصلت الاربعاء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المصرية، وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين بشارع محمد محمود وسط القاهرة.. في الذكرى الأولى للأحداث المؤسفة التي وقعت قبل عام وراح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين. وبينما أشارت وزارة الصحة المصرية لارتفاع عدد المصابين، إلى 72 منذ اندلاع الاشتباكات الاثنين، أعلن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة إسعاف مصر، انه لم يصل رسميا إلى الوزارة «حتى الآن ما يفيد وفاة الناشط جابر صلاح الشهير ب «جيكا»، وإن علمنا أن حالته حرجة للغاية»، بحسب قوله. ميدانياً واصل المتظاهرون منذ الصباح، رشقهم بالحجارة لقوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق المتظاهرين وإبعادهم من شارع محمد محمود الى ميدان التحرير، في الوقت الذي قام فيه محتجون آخرون باشعال النيران في إطارات السيارات للتقليل من حدة الغاز. جاء ذلك، بينما قام عشرات المتظاهرين باغلاق شارع قصر العيني أمام حركة مرور السيارات بالمنطقة ما بين المجمع العلمي والجامعة الأمريكية. وعلمت (اليوم) أن مدير أمن القاهرة اللواء أسامة الصغير، واثنين من قيادات الأمن تعرضوا للاعتداء «بالأحذية»، خلال تفقدهم الحالة الأمنية بمطلع شارع القصر العيني أمام مبنى المجمع العلمي.. وقام حرس مجلسي الشعب والشورى بإنقاذ مدير الأمن من أيدي المتظاهرين والهروب به داخل شارع مجلس الشعب تجاه وزارة الداخلية. في مشاهد تذكر باجتياح اسرائيل لقطاع غزة في شتاء 2008-2009 تدفقت الدبابات والمدرعات وقوات المشاة على الحدود وتحركت مواكب عسكرية في شوارع المنطقة الحدودية. ووافقت اسرائيل على استدعاء 75 ألف من قوات الاحتياط رغم انه ليس هناك اشارات مباشرة عن ما اذا كانت ستنفذ هجوما بريا او متى. واحتدمت الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في شارع الشيخ ريحان، ومحيط ميدان التحرير بعد الظهر، وتحولت اشتباكات شارع الشيخ ريحان إلى حرب شوارع، ويواصل المتظاهرون رشق قوات الأمن بالحجارة وقنابل المولوتوف، فيما يرد الأمن بالحجارة وقنابل الغاز. وأمام تصاعد الاشتباكات، أغلق الأمن شارع قصر العيني، في محاولة لتطويق المتظاهرين في الشيخ ريحان، خاصة بعدما اجتاز المتظاهرون الجدار الخرساني. أما شارع محمد محمود، فشهد حالة من الكر والفر بين المتظاهرين صباح أمس الاربعاء جراء اطلاق قوات الشرطة العديد من القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين لم تتجاوز اعمارهم العشرين عاما. حريق بقناة الجزيرة على صعيد آخر، تمكنت قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة على حريق شب عند العاشرة من صباح أمس، بمقر ستوديو قناة «الجزيرة مباشر مصر» الذي يقع بالطابق الأول بالعمارة رقم 5 المطلة على ميدان التحرير. وقال شهود عيان: إن مجهولين من المتظاهرين قاموا باقتحام مكتب القناة، وألقوا بزجاجات المولوتوف وحطموا بعض محتوياته وأشعلوا النيران به. وفيما قام رجال الحماية المدنية بالتأكد من عدم اشتعال النيران مرة اخرى.. أوضح مصدر أمني مصري، ان الحريق لم يؤد لأي خسائر في الأرواح.. من جهته، أمر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بندب فريق من النيابة العامة لمعاينة الحريق الذي شبَّ بمكتب القناة.