ما الذي يجعل الإنسان يخون مواثيق وعهودا أبرمت، ما الذي يدفع مواطنًا مهما كان وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي لأن يخون ولاءه لوطنه أو لمليكه أو لدينه، ما الذي يجعل الإنسان ينسى أن يتدبر في قوله تعالى «إن الله لا يحب الخائنين» الأنفال 58. سيل من الأسئلة تبادر لذهني، فالخيانة في رأيي انسلاخ من الإنسانية بأبشع صورها وما يجعلها مقيتة وشيطانية إن كانت الخيانة مذيلة بانتماء لوطن غير موطنك، لرموز غير رموزك. أخبار متعلقة لأجل كيانك أصداء الوفاء كورونا ورمضان.. وسلامة الإنسان أحيانا يخون الإنسان نفسه فيبرم معها عهودا ثم ينقضها، تلك خيانة إلى حد ما قد تكون مقبولة فأصحاب الضرر أنت ونفسك، لن تجرها على أسرتك أو معارفك أو حتى شعبك أو أرضك. لن تجعل المدارس التي علمتك تبكي فقد فشلت في تأصيل الانتماء في معرفتك، لن تستغرب المساجد التي احتضنتك في رحابها انقلابك على نفسك فأنت في نهاية اليوم تصلي جماعة وإن كنت نقضت العهد مع نفسك، لن تصدم والدتك في تربيتك فشأنك مع نفسك شيء تطلع عليه بعد الله وحدك. رجعت لذلك السؤال ما الذي يدفع الإنسان لأن يخون فظهرت الإجابة جلية كفلق الصباح «زين له» فكان أضعف مما حيك له من وعود تبرم له وهبات ستمنح له، فشقت له طرقات وعبدت بحفر وشتلت على أطرافها الأكاذيب التي ترى له من جودة صناعتها أن لها جذورا وستثمر بعد حين. يمضي الزمان به يتخلى عن إنسانيته شيئا فشيئا وتنجلي الغشاوة يا للعجب عن عينه، يتنبه إلى ما شتل ويعلم كم هو صناعي ليس له جذور ولن يطرح ثمارا، يجد بابا للعودة ولكنه لا يعود إلا القليلون، يبقى رغم معرفته بالوهم واهما يستجدي مالا حراما وذاك المال مصحوب بلعنة مهما أسبغ لا يكفي، يهضم فكرا كاذبا فمخه الذي كانت تزخر فيه الأفكار الصحية يتخمها بالتالفة فتكسبها سواء وتنقلب من مثمرة إلى موغلة بالعقم، بذورها جيف متحللة من الأخلاق. ينخرط أكثر في الأكاذيب، يسكت نفسه التي تحدثه في المواسم فيقول لها «لا أريد نصحا» يخرسها بالتجاهل ويسكتها بالأوهام، ينسى والدته ووالده، تعتم روحه وفي غياهب الظلمات يفقد إخوانه وأصحابه يعيش مظلما في كهفه، ينثني على نفسه وحيدا ثم يسأل نفسه «لماذا أنا غريب»؟! جوعه ذاك الوهم وألهمه الخرف وفجأة يسمع صوتا قريبا، يحن يريد أن يعود فقد بات ما زين له قبيحا، يتخذ خطوة للطريق الصحيح يبدأ بسؤال أهل التوجيه، يحتضنونه بالحوار يرى أن الباهت أصبح حقيقة، تلك الحفر سدت ومهدت له الطرق، يمسي سعيدا وكل ما كان لا يكفيه أصبح ببركة الله يؤويه ويشبعه ويغنيه. ALAmoudiSheika@