* حين تشمل العدالة أبناء الوطن الواحد، المجتمع الواحد والأسرة الواحدة فإن الفروقات (تختفي) لا يعود هناك فوقية أو تحيز أو تعنصر أو أحزاب أو تعالي، ولا يعود هناك تنابز بالألقاب فهذه التصرفات والسلوكيات والمسميات والتسميات من الفسوق وبئس ثم بئس أن يأتي المسلم من بعد إيمانه بهذا العمل المشين.. * إن العدالة بارتقاء مكارمها ونبل مقاصدها وأهدافها تزرع في الإنسان الشيم والمروءة والنخوة، وتهبه وتزكيه وتغرس به حب الإنصاف وقول الحق وضبط النفس والشعور بالأمان فينساب الكرم والإيثار والتسامح والتسامي للأفضل ليغدو ميزة هذا الإنسان حيث (الصدق ثمرة العدل) فيصبح لديه اهتمام وغيرة وحب لوطنه وشعور بالمسؤولية، فقد أعملت كل حواسه وارتباط مصيره (بوطنه) الذي احتواه ونعّمه وأكرمه وبناه وحماه.. وهذه السيادة لابن الوطن جعلت منه الابن البار والرجل المخلص والحبيب الصادق.. ولن تختل علاقة (الابن بوطنه) مهما تغيرت الأحوال وتبدلت الظروف والأزمان. ذلك أن الانتماء حس عظيم لاستحقاقات وبر وإكرام أعظم، وهو ولاء حقيقي صادق دائم حيث أصل كل شيء انتماؤه لجذوره وأصله ومنبعه وحين يشعر الإنسان بأن كل ما حوله مرتبط به ارتباطا (وثيقا) يجذبه ويفهمه ويعاضده ويحسسه دومًا بالانتماء إليه فإن الولاء يأتي تلقائيًا. * حكم الإسلام عظيمة وحين جعل المسملين إخوة فقد صدق، وحين جعلهم كأسنان المشط فقد صدق، وحين جعلهم كالجسد الواحد فقد صدق، وحين جعل حبك لأخيك مقترنًا بصحة إيمانك فقد أصاب وصدق، وحين لم يجعل (فرقًا) في الإسلام ما بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى فقد أصاب وصدق وما الإسلام إلا الحق والصدق بعينه، وحين جعل يد الله مع الجماعة وأمرنا الله سبحانه بالتمسك بالعروة الوثقى والاعتصام بحبل الله جميعًا، ووجه بأمره تعالى (ولا تفرقوا وكونوا عباد الله إخوانا) فقد ألزم كل عبد مسلم النهج والشرعية والمحجة البيضاء ليلها كنهارها، ومن تمسك بالكتاب والسنة فلا يضل ولا يشقى. وهذه بعض من أحاديث وأصول في الدين الإسلامي تصف حياة المسلم وتذكره بمرجعيته الأصل، وفي كل حال وعلى مدار العام يكون لنا وقفات يعيد ويجدد التنظيم الشرعي النسق والنهج والتقويم وإفهامنا التشريع الإلهي الذي جعل الإنسان بكامل كيانه في أحسن تقويم، ولنستخلص العبرة من أن كل شيء أخذٌ إلى تغير والحكمة أنه مهما بلغ (التغير) مبلغه فالإسلام معه مقامة ومقالة بما يرضي الله عز وجل أولا وأخيرًا ولأن أمة التوحيد أمة متجذرة متعمقة بانتمائها لدينها الذي هو عصمة أمرها فإن الله لن يغير ما بنا إلا إن غيرنا ما بأنفسنا. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (62) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain