يقول ابن عدوان: -غفر الله له وكفاه شرور الصحراء وسباعها ووحوشها-. في نمط الصحراء الممتع وجمال سهولها وهضابها وجبالها الرملية والصخرية يحلو للإنسان الخروج والتنزه في جمال الصحراء «البر»، أخبار متعلقة خلك رجال الكلمة ذاكرة أخرى بالشكر.. تدوم النعم ولو أني أنا عن نفسي لا أستطيع أن أقاوم جمال تلك الفياض والرياض الخضراء والكثبان الرملية الجبارة، إلا مع أولئك أصحاب تلك القرية الواقعة غرب محافظة رفحاء 100 ك م «المركوز». ففي شغف النزهة البرية لا أجد جمال تلك النظائر إلا مع أهل الكرم والأخوة الرائعة والصداقة المستديمة أهالي قرية المركوز الواقعة غرب محافظة رفحاء. ففي صحبة الأخيار تسمو الأسمار في جمال النجوم وعلى لهب النار «كفانا الله شر نار جهنم» في الدنيا والآخرة. فبين من يضع الخيمة ومن يضع بيت الشعر ومن يضع الوسادة والمتكئ ومن يوقد النار، والآخر يطبخ العشاء والآخر يضع لنا من القهوة والشاي والزنجبيل والحليب يداعب تلك «المعاميل» كلمات وأهازيج لحياة البادية والصحراء. فما أجمل المشلح الثقيل «الفروة» وما أجمل الحديث الشيق وما أجمل من يتحدث عن قصة والآخر يعطينا قصيدة، والآخر موعظة والآخر حكمة وفائدة، ولو أني على منحدر طويل يهوون بي إلى بحر الصوت العذب ألا وهو «الهجيني البدوي الشمالي» فتنتشر مقاطع وسائل التواصل بجمال صوت فلان وردود فلان وحديث فلان الشيق «وقفشات أبا دوجان وصوته للهجيني». إن جمال الصحراء «البر» في فصل الشتاء والربيع يكون سيد الموقف الرجل الجميل هو الكمأ «الفقع». فهو الرجل الغائب الذي دائما ما يتداول أخباره الناس، أين الكمأ أين الزبيدي أين الغلاسي والجباء؟. نعم، هو الزائر المتأخر بعد سقوط المطر ب52 ليلة كما يقولون العادون والحاسبون. فجمال الوسم والربيع شيء رائع يكون على امتداد السمر وطول الليل وجمال الغيوم والبرق والرعد، وكذلك جمال السماء عندما تصفو بالنجوم نعم إنه الشتاء وديدنه والربيع وفصله. فمعطف الملتحف الذي يبحث عن الدفء يكون على نمط الدفء والحر والبرد، وكم من قصة سمعناها في رحلات البر بين برد وحر. جمال طلعة البر هو جمال نسيان أدواتها كما «نسينا الملح أو الصحن وعلى ذلك قس هههه». أتذكر قديما في إحدى رحلات البر جرت علينا عطل في إحدى المركبات جعلت أحد زملائنا يذكرني دائما يقول: - تذكر «يا ليل ما طولك» وذلك لتشوقنا لسرعة خروج الشمس والبحث عن النهار لكي نعود إلى المدينة، لا أعتقد أن طلعات البر هذه الأيام تذهب هكذا «!» فجمال الطبيعة الربانية جل مصورها وخالقها شيء عجيب. ولكن للطبيعة وللبيئة حق وأمر، ففي نهاية الرحلة افعلوا كما فعلنا نحن ووثقنا ذلك من خلال التصوير في الأجهزة المحمولة، بوضع قمامة وجمعنا فيها جميع المخلفات ووضعناها في قمامة شفافة مخصصة لبقايا الأكل والطعام وغير ذلك «أكرمكم الله» ثم حملناها ورميناها في المكان المخصص. ودائما اجعل شعارك: دع المكان كما كان لكي يقال بالفعل طلعنا طلعة بر. [email protected]