ما نشر من صور وأقوال لما يحدث في معرض الكتاب الدولي بالرياض يجعلنا ندرك ذلك التخبط الذي يعيش فيه بعض الناس ممن يسمون أنفسهم بالمحتسبين دون أن يكون لهم مرجع إداري فهم يعملون بتحريض من عقولهم التي يبدو أنها زاغت وتاهت فاختلط عليها الأمر بين فتنة النساء وفتنة الكتاب وحقيقة الأمرين فيتحدثون عن الاختلاط وما من اختلاط أكثر مما يحدث في الأسواق والمستشفيات وغيرها من الأماكن العامة ويبدو أن ذلك كان حجة لهم يركبونها فهدفهم هو القضاء على فتنة الكتاب ان كان الكتاب فتنة فهم قوم أيقنوا ان الكتاب هو المؤثر الأول فهو الذي حرك العقول ونفى عن كثير منها الجمود الذي كانت فيه والقبول بكل ما يقال من أشباه أولئك المحتسبين، فآثروا أن يشوشروا وقصدوا الإيذاء بما أمكنهم من أساليب فلعل الناس يعزفون عن الحضور إلى حيث يباع زاد العقول ولكن هذا بالطبع لن ولم يتحقق فلو لم يكن هناك معرض للكتاب في الرياض فالكتب موجودة في كل مكان ويستطيع من يريدها ان يصل إليها، ان ما كان يوجه للنساء من انتقادات من قبل أولئك ما هو إلا وسيلة للفكر الموصل إلى عدم حضورهن فلماذا تقرأ المرأة غير كتب الطبخ وأصول الشريعة؟! قالت لي إحدى الأخوات ان واحدا من اولئك نهرها عن لبس الكعب العالي!! ولو سألته لقال لك (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) وما عادت المرأة تلبس خلخالا يصدر أصواتا عند المشي حتى ولو كانت المرأة حافية!! وما أظن أن صوت الكعب سيسمع في مكان تتعالى فيه الأصوات وله أرضية غير رخامية!! ما كان يوجه للنساء من انتقادات من قبل أولئك ما هو إلا وسيلة للفكر الموصل إلى عدم حضورهن فلماذا تقرأ المرأة غير كتب الطبخ وأصول الشريعة؟!وما أرى ذلك كله إلا حجة لمنع ما هو اخطر في نظرهم.. فهم يخافون من حرية التعلم الذاتي من خلال الكتاب.. يخافون من عقول تطلب الإقناع قبل القبول بأي فكرة تطرح منهم او من غيرهم فما يريدون للناس سوى الاستكانة والتسليم بكل ما يرغبون أن يحشوا العقول به من أفكار تتنافى مع روح الإسلام وجوهره ولكنها متلائمة مع تشددهم الذي جعلهم يرون في أنفسهم حماة للدين واستمدوا قوتهم من ذلك الشعور المتضخم ولهذا وقفوا في وجه الجميع فوقفوا في وجه النظام والدولة والمواطن إن ذلك الشرر المتطاير من عيني احدهم وهو يرفع سبابته في وجه الوزير تؤكد أن هؤلاء يرون في أنفسهم مالا يراه غيرهم ولهذا كانت محاولاتهم لا تستثني أحدا من الزوار بذكرهم وانثاهم الموظفين في دور النشر من الاخوة العرب فبرزت الصورة الأوضح وهي صورة بث الإرهاب الفكري بطريقة أخرى والمخيف أن الصور أظهرت مجموعة من الشباب الذين لم يتجاوزوا العقد الثاني من أعمارهم وهم في صحبة شيخهم وهذا ما يجب أن يعالج وبسرعة فلا نريد موالاة تجر علينا ويلات وويلات نحن في غنى عنها ومازلنا نعمل لعلاج ما ظهر منها سابقا ممن اعتبروا أنفسهم وسطاء بين الناس والإله الواحد الأحد. [email protected]