خبر أثار استغراب الكثير من المهتمين بالتقنية مروراً بالمطورين وحتى المستخدمين، والخبر كان قد صدر عن شركة (أنتل) كبير مصنعي المعالجات الدقيقة وملخصه بأنها بصدد انتاج معالجات تدعم الهواتف الذكية وهذه المعالجات مزودة ب 48 نواة . لن ادخل بالتفاصيل .لكن هل هذا الخبر هو تأكيد للتقرير الذي صدر عن اتحاد جمعية الصناعة في سان فرانسيسكو بشأن التطورات التي سوف تطرأ على مستقبل التقنيات الحديثة خلال السنوات الخمس المقبلة أغلبهم كان لا يملك رأس المال الذي يستطيع من خلاله البدء في مشروعه لكن بالمقابل كانوا يملكون شيئاً مهماً وهو تلك الأفكار التي امتزجت بالخيال والطموح والإيجابية. وانها بداية ازاحة الستار عن جيل جديد يقود التقنية في حياة الناس اليومية . واسدال الستار عن الجيل السابق ممثلاً بالكمبيوتر الشخصي ؟ كل هذه التطورات هي نابعة من الاستراتيجية التي تولدت مع كثرة الاختراعات ومحاولة تطويرها واضافة تغييرات جوهرية عليها في هذا المجال وهي استراتيجية كسب المستهلك ومحاولة قيادة السوق والنجاح في المنافسة وبالتالي أصبح السوق يشهد تهميش مبدأ الاحتكار في هذا المجال ، وكذلك الاسعار اصبحت تتناسب مع جودة الإنتاج .لاشك ان المستخدم وكل من له صلة بعالم التقنية . يرى ذلك التطور والقفزات المتسارعة التي حدثت في التقنية من بداية الاختراع والتركيز عليها كعلم حتى اصبحت احدى اهم ركائز الاقتصاد الوطني لتلك الدول التي تتصدر الريادة في انها منبع خروجها للعالم كله واحدى زوايا الاستثمار المهمة فيه ، لنعد للوراء ففي الوقت الذي بزغ فيه نجم اولئك الأشخاص الذين نقلوا أفكارهم وقدموها كمنتجات تقنية لجميع البشرية كوسيلة سهلة ومريحة للاستخدام ومهمة في كل المجالات وايضا قصة ذلك المكان الذي صنع منهم اشخاصاً ناجحين وبدورهم جعلوا منه رمزا لبيئة النجاح والابتكار والإبداع ستبقى عالقة في اذهان الأجيال . فقد صنعوا من لا شيء شركات تقدر ثرواتها بالمليارات واصبحت ذات تأثير قوي وعالمي . بل ان اغلبهم كان لا يملك رأس المال الذي يستطيع من خلاله البدء في مشروعه لكن بالمقابل كانوا يملكون شيئا مهماً وهو تلك الأفكار التي امتزجت بالخيال والطموح والإيجابية .وما جعل تلك الأفكار تتحول إلى نجاحات على أرض الواقع سوى الدعم الذي لقوه من اولئك الذين يأمنون بأن اساس النجاح هو مشاركة الآخرين ومساعدتهم على التقدم قليلاً وبعدها هم بدورهم سيستمرون ويساعدون غيرهم وبالتالي سيظهر أثر ذلك على مجتمعهم ككل بالإيجاب والريادة العالمية . والمكان لوحده هو قصة نجاح انه وادي السيلكون بكاليفورنيا . فهذا المكان هو الذي احتوى تلك القصة وفيه تلخصت سطورها إلى استراتيجية واضحه حولت الأفكار إلى نجاح تحت شعار (تشجيع دعم إرشاد تعاون ومشاركة الآخرين افكارهم ). ومن نفس المكان استطاعت الهند ان تثري تجاربها ومحاولاتها في ان تلحق بالركب العالمي في مجال التقنية وتصنيعها واحدى هذه الخطط كانت بإرسال الطلبة حديثي التخرج من جامعاتها كمبرمجين وأيد عاملة تمتلك مهارة عالية وبنفس الوقت ذات اجور منخفضة .وبذلك حققت معادلة صعبة جمعت ما بين الاستثمار في رأس المال البشري عن طريق تدريب اولئك الطلبة واكتسابهم خبرة عالمية .وبنفس الوقت تدفق اموال الى اقتصادها الوطني . قد يتم اختصار هذه الحروف جميعها بفكرة واحده الا وهي الاستثمار في التعليم اولاً ومحاولة إلغاء الحاجز الموجود بين الجامعات والقطاع الخاص وتحويل ذلك الحاجز إلى مكان يهتم بتهيئة الخريجين للاندماج في القطاع الخاص دون أي صعوبة . وأيضاً دعم اصحاب افكار المشاريع الصغيرة ومحاولة وضعها في بيئة مجالات ذات تأثير قوي ومهيأ لمواكبة ازدهار تلك المجالات في السوق العالمية .