امتدت اليوم الثلاثاء احتجاجات يمنية تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما إلى منطقة قبلية تعتبر معقله السياسي ,كما انتشرت عربات تابعة للجيش في العاصمة صنعاء . وقال أحد سكان مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي صنعاء أن نحو 10 آلاف شخص تظاهروا في المدينة . الاحتجاجات تصل مسقط رأس الرئيس صالح وهتف المحتجون قائلين "ارحل .. ارحل" بعد يومين فقط من تنظيم موالين لصالح مظاهرة موالية للحكومة وكانت بنفس الحجم . و أضافت الاحتجاجات اليمنية المتنامية و سلسلة من الانشقاقات في صف حلفاء صالح السياسيين والقبليين إلى الضغوط عليه للتنحي هذا العام على الرغم من تعهده بترك السلطة عند انتهاء فترته الرئاسية عام 2013 . وفي صنعاء التي يعتصم فيها آلاف المحتجين منذ أسابيع انتشرت عربات الشرطة والجيش في الشوارع ما أثار مخاوف من إمكانية وقوع مواجهات جديدة. واستلهمت الاحتجاجات المظاهرات التي أطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك والتي أدت إلى انتفاضة في ليبيا. ويقول محللون أن احتجاجات اليمن ربما وصلت إلى نقطة سيكون من الصعب على صالح وهو سياسي داهية التشبث بالسلطة فيها . « إن ثورة التغيير في امتداد جغرافي، وتوسع على نطاق شرائح المجتمع اليمني، و يتوحدون جميعا في رفض الظلم و الاستبداد، و يتفقون على ضرورة التغيير ومكافحة الفساد، ومع دولة المؤسسات والقانون، وصنع وطن الحرية والكرامة».وألقى أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني باللوم في الاحتجاجات المتنامية المناهضة للحكومة على تردي الأوضاع الاقتصادية في الدولة الفقيرة التي يعيش 40 في المائة من سكانها البالغ عددهم 23 مليون شخص بدولارين أو أقل في اليوم كما يواجه ثلث اليمنيين الجوع المزمن . وقال أنه يريد أن يقدم مانحون أجانب ما يصل إلى ستة مليارات دولار لسد فجوة خمس سنوات في الميزانية وأضاف أنه سيقدم خطة تنمية في وقت لاحق من هذا الشهر إلى دول مانحة من بينها حلفاء في أوروبا والخليج وكذلك الولاياتالمتحدة . و قال القربي لرويترز بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في أبوظبي أن ما يحتاجه اليمن بالفعل هو التنمية والنمو الاقتصادي لأن الأزمة السياسية الحالية هي نتيجة الوضع الاقتصادي في البلاد . ورفض صالح الأسبوع الماضي خطة اقترحها ائتلاف المعارضة وتقضي بتنفيذ إصلاحات سياسية وانتخابية تمهد الطريق أمام تنحي الرئيس اليمني هذا العام لكنه قبل مجموعة إصلاحات أخف قدمها رجال دين. احتجاجات متواصلة ويعتصم عشرات الآلاف من المحتجين في مدن يمنية كبرى ولا ينامون في الليل لسماع الخطابات وإنشاد الأغاني الوطنية بعد أن ارتفعت نبرة احتجاجاتهم المناهضة لصالح. وتعهدت المعارضة بتصعيد الاحتجاجات. واحتشد محتجون في مدينة أب جنوبي العاصمة في الشوارع احتجاجا على هجوم بالعصي و الحجارة شنه موالون لصالح الأحد على اعتصام لمناهضي الحكومة. وأصيب نحو 60 محتجا. وقال أطباء أن عمر عطا و هو شاب يمني يبلغ من العمر 18 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها ليلة أمس . و قال والد عطا في كلمة للمحتجين في أب الثلاثاء : ضحى ابني بنفسه وهذه هي هدية أسرتي للثورة.امتد لهيب الاحتجاجات باليمن إلى منطقة سنحان -مسقط رأس الرئيس علي عبد الله صالح- محاولات استرضاء وأشارت المصادر إلى "محاولات استرضاء" يقوم بها مسؤولون لاستمالة أبناء مديرية سنحان، منها تقديم وعود لعائلات وشباب بتحسين أوضاعهم، واعتماد مبلغ مائة ألف ريال كراتب شهري لبعضهم، وتقديم سيارات كهبات، وفتح الباب لتسجيل مائتي شخص من شباب القرية كجنود في قوات الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني . حركة التغيير وتحدثت المصادر عن قرب تشكيل بعض النشطاء في مديرية سنحان "حركة شباب التغيير"، تتسق في أهدافها مع الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس صالح، وإسقاط النظام. انكسار حاجز الخوف و اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ، الدكتور محمد الظاهري أن وصول الاحتجاجات إلى عقر دار الرئيس صالح ومعقل قبيلته، التي تنتمي إلى قبائل حاشد، يعطي مؤشرا عن توحد أبناء الشعب في مطلبهم برحيل النظام ، و على انكسار حاجز الخوف . وأضاف " إن ثورة التغيير في امتداد جغرافي، وتوسع على نطاق شرائح المجتمع اليمني، ويتوحدون جميعا في رفض الظلم والاستبداد، ويتفقون على ضرورة التغيير ومكافحة الفساد، ومع دولة المؤسسات والقانون، وصنع وطن الحرية والكرامة".