عرضت الفنانة التشكيلية سيما العبد الحي في معرضها «ضريح الألوان» بقاعة تراث الصحراء بالخبر، قصة البشرية وحكاية العالم, وتقول العبد الحي: إنها ضمّنت لوحات المعرض قصة « الكون بأسره, والعناصر الأربعة , التراب والهواء والنار والماء, الاختلافات والتناقضات, العلم والدين اللذين ينظر لهما منذ فجر التاريخ على أنهما عدوان كالزيت والماء». المعرض الذي لاقى إقبالاً وإعجاباً على مدى عشرة أيام حتى السبت يشتمل على جديد لوحات العبد الحي تقدم فيها عملاً حثيثاً لتطوير المرحلة الأخيرة لها ومحاولة عرضها بشكل مختلف دون أن يعني ذلك أنها مرحلة ذات تكنيك جديد ومغاير بشكل مطلق . وتقول العبد الحي: إنها تهدف إلى إيصال رسالة من خلال المعرض مفادها أننا « وجدنا هنا للنظر إلى التوازن ونحيا سعياً وراء تحقيقه، وإرجاح كفة على أخرى، وترجيح اللون الأبيض والمحافظة على النقاء هو المطلوب». وتضيف: «عندما نرى الشر ندرك معنى الخير. عندما نبكي ليس لأجل البكاء بل لنعرف معنى الضحك وهكذا، كفة الميزان مع الأرجح. ويكفيها أنها سمحت أن نثقل كاهلها بالقليل الأقبح لنعرف الوزن الأمثل.». وتتضمن لوحات المعرض فكرة الصراع بين الكثير من المتناقضات والمتقابلات، كما ترى ال عبد الحي « كالحب و الكره, الوفاء و الغدر, الليل والنهار, النور و الظلمة, الجمال والقبح, الذكر والأنثى, الصدق والكذب, الحقيقة و الخيال, الموت و الحياة, العذب و المالح, الأسود والأبيض, وغيرها. صراع لا متناه وتتبدى في المعرض نظرة العبد الحي للحياة والكون، فهي تعلق على إحدى اللوحات « هنا وبشكل بسيط أرى أن الحياة كفنجان قهوة, يحوي قصة لابد أن تُقرأ». وتقول عن لوحة أخرى» مع كل هذه الاختلافات نحن نكون. نختلف لنتجانس , ونخطئ كي نعرف الصواب. نتعلم كي نعي, ونعي كي لا نخطئ « وعن الألوان الرئيسة التي شكلت الجو العام للمعرض تقول: بالسواد والبياض كانت لوحاتي تحكي الحياة بشكل بسيط ومقنن وتنادي الإنسان أن بدايته كانت قلباً أبيض لابد أن يحافظ على بياضه. ورغم كل التغيرات حوله كان لابد ألا يجعل نقطة واحدة تدخل من الخارج تحديداً النقطة السوداء . وتنفي العبد الحي السوداوية التي انتقدها بعض زوار المعرض من خلال العنوان « ضريح الألوان» قائلة: إنها تسعى نحو التوازن « كلما كانت نظرة الإنسان إيجابية أصبحت حياته أفضل. كلما نظر للأمور بصفاء وأريحية زاد البياض حوله. وحين تكون نظرته سوداوية يجذب كل شيء ليزيد من كتل السواد بداخله.» وتضيف: الطين كان البداية، وفي الطين أيضا تكون النهاية. والتراب هو القبر. والقبر هنا في لوحاتي كان ضريحا للألوان، أي ضريحا للدنيا. القدر، الشماعة , كم لباسٍ سنعلق عليه، علّقت عليها مئات الألبسة في لوحاتي معزوفة القدر. إلا أن الإيجابية في التعامل مع القدر والرضا يجعل القبر يشع بياضاً .