انتشر الآلاف من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» في إطار المشاركة في فعاليات صفقة تبادل الأسرى «وفاء الأحرار» التي تحل ذكراها السنوية الأولى الخميس، وتتواجد عناصر القسام على طول الطريق الرئيس لقطاع غزة «صلاح الدين»، بالإضافة إلى المفترقات العامة في كافة أنحاء قطاع غزة، فيما سادت حالة من الفرح والسرور بين أهالي قطاع غزة. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام - التي أسرت الجندي «جلعاد شاليط» - قد بادلته في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وقال المكتب الإعلامي لكتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس : إنه سيعرض مساء الخميس فيلما وثائقيا بعنوان «الوهم المتبدد» في الذكرى السنوية الأولى لصفقة تبادل الأسرى مع حماس، وذكر المكتب الإعلامي للقسام أن الفيلم يروي التفاصيل الرسمية والكاملة لعملية أسر الجندي شاليط من التخطيط مرورا بالإعداد وصولا إلى التنفيذ المحكم، ويتضمن الفيلم مشاهد تمثيلية لجميع مراحل عملية الأسر «الوهم المتبدد»، وتوضح التكتيكات المتبعة فيها. كما يحتوي الفيلم على مشاهد تعرض لأول مرة من عملية تسليم الجندي جلعاد شاليط. وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لصفقة وفاء الأحرار : إنها تعتبر مناسبة « تحرير الأسرى» من اللحظات الفارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته الاحتلال، وأكدت قيادة كتائب القسام في كلمة نشرها موقع القسام بمناسبة الذكرى الأولى لصفقة وفاء الأحرار أنه «بغير الجهاد والمقاومة لن يحرر بقية أسرانا، ولهذا يحق لشعبنا أن يفرح وأن يعتبر هذا التاريخ منعطفاً تاريخياً صنعه هذا الشعب ومقاومته الباسلة». كما عرضت القناة العاشرة الإسرائيلية مساء أمس، فيلماً وثائقياً عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، يكشف فيه الكثير عن حياته في الأسر لدى حركة حماس، الذي استمر 5 سنوات تقريبا، ويأتي بث الفيلم رغم اعتراض «شاليط» على ذلك، بحجة أنه وقع على تصريح لتصوير الفيلم، لكنه لم يكن يعرف أنه سيبث على قناة تجارية في ساعات الذروة، وفي الفيلم يبدأ شاليط وصف اللحظات التي سبقت اختطافه عام 2006، ويقول : « كنت في دبابة محصنة. كنا نتحدث عن صعوبة دخول أحد الدبابة «، ثم انتقل إلى سرد تفاصيل حياته في الأسر الذي انتهى في أكتوبر باتفاق وقعته الحكومة الإسرائيلية مع حركة حماس برعاية مصرية، ويقول: «بعد أن تم اختطافي، اعتقدت أنه سيتم نسياني مثل رون أراد - طيار إسرائيلي سقطت طائرته فوق جنوب لبنان في عام 1986 ومصيره مجهول حتى الآن - أو أن تقوم حماس بإخفائي ولا تسمح لأحد بمعرفة مكاني»، ويضيف « كنت أحافظ على نشاطي، وعلى برنامج اليومي؛ حيث أستيقظ في ساعات محددة وأنام في ساعات محددة، ولا أظل في الفراش طوال الوقت، كنت خلال اليوم ألعب مع الآسرين وأمارس ألعابًا رياضية فردية «، ويواصل قائلا : «كنت أعرف اليوم والتاريخ والساعات من خلال صلاة الحراس ومن خلال شروق الشمس»، مشيراً إلى أنه كان يتواصل مع آسريه، وكان يضحك معهم ويشاهد الأفلام والمباريات معهم، وبعد ظهوره في الفيلم وهو ينظر من نافذة طائرة أقلته إلى نيويورك، حيث حضر مباراة لكرة السلة هناك وتجول في شوارع نيويورك، ويقول شاليط : « أشعر بحرية أكثر هنا؛ فلا أحد ينظر إلي». وحول ما تركته حياة الأسر في نفسه، يقول شاليط : «أرى أنه من الصعب علي إرسال أبنائي للجيش مع أن الحكومة أخرجتني من هناك ودفعت الثمن، لكنني - بلا شك - سأرسل أبنائي للجيش، مع أنني أتمنى ألا يكون هناك داع لإرسالهم»، وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لصفقة وفاء الأحرار : إنها تعتبر مناسبة «تحرير الأسرى» من اللحظات الفارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، وأكدت قيادة كتائب القسام في كلمة نشرها موقع القسام بمناسبة الذكرى الأولى لصفقة وفاء الأحرار أنه «بغير الجهاد والمقاومة لن يحرر بقية أسرانا، ولهذا يحق لشعبنا أن يفرح وأن يعتبر هذا التاريخ منعطفاً تاريخياً صنعه هذا الشعب ومقاومته الباسلة»، وأشار بيان قيادة القسام الى أنهم يحتفلون بهذا اليوم «ليس من باب الوقوف على الأطلال والتغني بالماضي، فهذه الذكرى تأتي علينا وهناك الآلاف من أسرانا البواسل مازالوا يعانون الأمرين في سجون العدو الصهيوني، فهذه الذكرى تربط بين ماضٍ قريبٍ وحاضر قائم لا يمكن أن نتجاهله»، وأضافت «نستذكر هذا الانتصار، لنعتبره مقدمةً حقيقيةً في تحرير أرضنا الفلسطينية ومسرى المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) وما ذلك على الله بعزيز». وأكدت أن كتائب القسام عند وعدها التي وعدت به منذ سنين طويلة، وتذكّر «الأسرى الأبطال خاصة القدامى منهم، وكذلك الذين تحفظ العدو عليهم في صفقة وفاء الأحرار، بأننا وعدنا وسينجز الوعد بإذن الله». بعد عام على صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية، مازالت الفصائل الفلسطينية في غزة ترى أن المقاومة هي السبيل الأنجع لتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، لاسيما من خلال عمليات تهدف لأسرى جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى، وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنَّ أي صفقة قادمة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي لن تمر دون الإفراج عن الأسرى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم في صفقة «وفاء الأحرار»، وقال أبو عبيدة في مؤتمر صحفي له أمس الخميس، في الذكرى السنوية الأولى لإنجاز صفقة «وفاء الأحرار» مع الاحتلال الإسرائيلي، من أمام معبر رفح : «إن بوابات السجون التي فتحت في وفاء الأحرار لن تغلق بعد ذلك، وإن الأسرى على رأس سلم أولويات كتائب القسام»، وأضاف «من فضل الله أن أعاننا قبل وأثناء وبعد عملية الوهم المتبدد التي زلزلت كيان الاحتلال، وأربكت كل حساباته، له الحمد والشكر أن كتب لنا صناعة التاريخ والمشاركة في تحرير الأرض والإنسان»، وأكد على أن «قيادة كتائب القسام وانطلاقا من مسئولياتها الكبرى والأمانة العظيمة التي تقلدتها كانت ومازالت وستبقى تحمل هموم أمتها الكبرى، وعلى رأسها قضية الأسرى في سجون الاحتلال»، وقال : «لا نحمل هذه القضية شعارا وخطابا قوليا فحسب، بل إن كتائب القسام مهرت هذا الهدف بدماء خيرة قادتها وتحملت مع شعبها كل الصعاب في سبيل تحرير الإنسان»، وتابع أن «عملية الوهم المتبدد وما تبعها من مخاض عسير وصولا لإنجاز صفقة وفاء الأحرار كانت علامة فارقة في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال، وحماس وكتائب القسام قدمت خلال التفاوض نموذجا للمفاوض المقتدر الذي يضع الهم الوطني نصب عينيه»، وعد أن من «أهم ما أثبتته هذه العملية أن نظرية الجندي الإسرائيلي الآمن والمحصن قد تبددت وإلى الأبد، فجنود العدو يمكن أن يكونوا في أي وقت قتلى أو جرحى أو معتقلين أو معاقين، والمقاومة تمتلك المبادرة وتستطيع أن تحدد خياراتها وجنود الاحتلال عاجزون أمام جنود الله». في ذات السياق أكد أبو مجاهد الناطق الإعلامي للجان المقاومة أن «صفقة وفاء الأحرار لن تكون الأخيرة وشاليط لن يكون الأخير»، مشددا على ان وفاء الأحرار سوف تتكرر بنسخ متعددة لتكتب النصر للأسرى والشعب الفلسطيني، وقال أبو مجاهد : إن الانتصار في صفقة «وفاء الأحرار» شكل بداية لمرحلة جديدة في تعامل المقاومة مع ملف الأسرى عنوانها «لن نترك للمحتل التحكم في مصير رجالنا وشبابنا ونسائنا في سجونه وزنازينه»، وأشار أبو مجاهد في بيان له الى أن تلك المرحلة دشنت بالدماء الطاهرة من الشهداء الأبرار وترسخت عبر أسطورة «الوهم المتبدد»، وأكد أن الطريق لحرية الأسراى يتم عبر عمليات أسر الجنود الاسرائيليين، مشددا على أن المقاومة لن تقف عاجزة أمام ذلك والالتزام بتحقيق الحرية للأسرى واجب شرعي يحتم على الجميع السعي نحو ذلك الهدف بكل ما توافر من وسائل. وأوضح أبو مجاهد أن المقاومة الفلسطينية - بكافة ألوانها - تسعى لتكرار صفقة وفاء الأحرار وأسر شاليط جديد، فالطريق أضحى واضحا لمن أراد أن يشارك في إنجاز حرية الأسراى الذين يعانون مع عدوان الاسرائيلي ويحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية، وأضاف الناطق باسم لجان المقاومة أن ما يتعرض له الأسرى والأسيرات من ظلم في السجون الاسرائيلية يستنفر المقاومين ويستفزهم للعمل بكل ما يملكون من وسيلة للتعجيل بخلاص الأسرى من واقع المأساة والمعاناة داخل زنازين الاحتلال.