كتبت في مقالين سابقين عن الساحة الشعبية ومحركاتها الثلاثة والتي تتمثّل في الشاعر والوسائل الإعلامية والمتلقّي أو الجمهور، وكتبت عن المحركين الأولين في المقالين السابقين, واليوم سأكمل الكتابة عن المحرك الثالث ألا وهو المتلقّي أو الجمهور. فالجمهور يمكن تصنيفه من خلال تعاطيه للشعر ومتابعته من وجهة نظري الخاصة إلى ثلاث شرائح بنسب مختلفة. من الأفضل أن يكون للشاعر الحقيقي جلساء وأصدقاء يتذوقون الشعر ويقيمونه ويقومون الشاعر الذي يحرص على الاستفادة الشريحة الأولى وهي الشريحة الأكبر للأسف ونسبتها خمسون في المائة من مجموع الجمهور أستطيع تسميتها شريحة الغوغائيين وأنا هنا لا أتحدث عنهم كأشخاص بل أتحدث عن تعاملهم وتفاعلهم مع الشعر والشعراء ويستهدف هذه الشريحة الكثير من الشعراء سواءً عن قصد أو عن غير قصد لأن هذه الشريحة للأسف هي الفاعلة بمقاييس اليوم، وعندما أقول فاعلة فليس بالضرورة أن تكون فاعلة بشكل إيجابي أما لماذا يستهدفها الكثير من الشعراء فلأنها منحازة بشكل أعمى لشاعر قبيلتها أو لصديقها الشاعر ولأن مستوى فهمها للشعر الحقيقي وتذوقه في الحضيض وبالتالي لا يهمها جودة ما يقدّم شاعرها فهي تأتي للتصفيق فقط، ويستهدف هذه الشريحة الكثير من الشعراء لأنها على استعداد أن ترسل رسائل للقنوات لدعم شاعرها ولأنها على استعداد أن تشكل تكتلات في قاعات الأمسيات لتحفيز الحضور على التصفيق وربما التصفير. أما الشريحة الثانية من شرائح الجمهور فهي شريحة العقلاء ونسبتها أربعون في المائة من مجموع الجمهور، وهذه الشريحة متذوقة جيدة للشعر ولكنها غير فعالة بمقاييس اليوم فهي تفهم ولكنها لا تتفاعل بما يشبع نرجسية بعض الشعراء وهذه الشريحة تحترم الشاعر وتقدّر شعره ولكنها شريحة صامته تحضر وتتابع ثم تغادر دون ضجيج لذلك وللأسف بعض الشعراء لا يستهدفون هذه الشريحة، وكل ما نتمناه على الأقل أن تكون هذه الشريحة هي الشريحة الأكبر. أما الشريحة الثالثة فهي شريحة المتذوقين للشعر ونسبتها عشرة في المائة فقط وهذه الشريحة من الأفضل أن يكون للشاعر الحقيقي جلساء وأصدقاء منها لأن المنتمين لها يتذوقون الشعر ويقيمونه ويقومون الشاعر الذي يحرص على الاستفادة وقد ضاقت هذه الشريحة ذرعاً بالكثير ممن يعتلون منابر الشعر. من أبياتي: يازمن حنّا وقفنا وقوف الانتظار اما عطنا وجه وإقبال وإلاّ مشّنا ليه تحرمنا ملذّة شعور الانتصار وتحذفنا في فم اللي لا غبنا حشنا أمس علقنا كبير الامل في هالنهار والنهار من أوله مثعين في قشّنا احرمتنا الواقعية هقاوينا الكبار أنتأمل والأمل كل يوم يغشّنا