الشعر العامي ومنذ القدم، كان هو المتنفس الوحيد لعامة الناس، وذلك لما يحويه من عناصر ومكونات ذكرها الكبار من الباحثين والمؤرخين للأدب العامي الذي استطاع ان ينتشر وبشكل كبير على مساحة الادب بشكل عام، بل ان جمهوره الان اصبح عريضاً ومتابعية كثراً. وعندما يرقى الشعر العامي الى المحك الابداعي في هذه الفترة، فهذا ليس غريباً لان له مبدعيه الذين اوضحوه لنا بالرغم انه لم تكن لديهم الادوات الإبداعية الحقيقة، بل كانت لديهم طبيعتهم الخاصة بهم وصدقهم في القول، الذي نراه واضحاً وجلياً لنا الان خصوصاً إذا عدنا الى ما تركوه لنا من قصائد فيها العديد من الصور البلاغية والإبداعية المتفردة. وعند الحديث عن الرؤية الإبداعية لهذا الشعر لقلنا إنه ومنذ ظهور الشعر العامي كان محملاً بالإبداع الذي بدأه شعراؤنا القدامى والذي لازالت قصائدهم محور الأحاديث بين المتلقين والتي تمتاز بجمالياتها المحلية ، فهم بطبيعتهم وبيئتهم وصدقهم استطاعوا ان يصنعوا الابداع ولعل دواوينهم الشعرية شاهد على ذلك الإبداع الجميل . شعراء الماضي المبدعون الذين تركوا لنا إبداعاً شعرياً أصبح الآن صديقاً للمتلقي الذي يرى فيه روح المعاناه ولذة المشاعر ومن هنا نجد تأمله وتذوقه بشكلٍ كبير من قبل شريحة كبيرة من شرائح المجتمع الذي يميل للعامية في الشعر ، بل أنه يعتبره إرثاً ثميناً لهم يتناولونه دائماً بالقراءة خصوصاً وأن القصيدة العامية تأخذ الآن حيزاً كبيراً من مساحات الثقافة . وعندما تأتي الرؤية الإبداعية للنص العامي مواكبة لتطلعات القارئ من خلال الفهم والاستغراق،فهذا بالطبع سيؤدي إلى اكتساب ذائقة قرائية لدى المتلقي للنص العامي،على اعتبار أن الغالبية العظمى الآن من المتلقين هم ممن يميلون كل الميل إلى النص العامي لأنه يصور واقع الحياه العامية بما فيها من حزن وفرح مع ان الأهم لديهم النص العامي العاطفي الذي يأتي لديهم في المرتبة الأولى. ومن هنا كان للنص العامي رؤيته الخاصة لدى المتلقين والمتذوقين خصوصاً ممن هم يتابعون الموروث الشعبي ويرغبون بقاءة دائماً. أخيراً : الليل راح ومابقت لحظة سمر ليلٍ جرح بالصمت خفاقٍ حزين مالوم روحي لوغدت منك بخطر ياللي عليك من الحلا شكلٍ حسين