الكل أصبح مقتنع بأن المنتخب السعودي افتقد هيبته وشخصيته المميزة والتي بناها من خلال انجازات تحققت في منتصف الثمانينات بقيادة النجوم الكبار ، وقد جاء هذا التميّز من خلال عملية الاستقرار الفني بسبب محافظة ذلك الجيل على المزيد من العطاء والإبداع. -ذلك الإبداع لم يكن خلفه المدربون الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب بل للتميّز الفني والفكري والمهاري واللياقي والنفسي ،لذلك الجيل من اللاعبين ،وإذا ما كنا نريد أعطى المدربين حقهم، فعلينا أن نؤكد بأن المدربين في الأندية سيكون الفضل لهم أولاً قبل المدرّبين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب . -فالبيئة التي يتدرب فيها اللاعب خلال الموسم ستكون في النادي وليس في المنتخب ،فليس من المعقول ولا المقبول ان تكون بيئة المنتخب بيئة تدريبية تفوق بيئة النادي، ففي نهاية الأمر اللاعب ابن النادي وليس المنتخب . -هذا المنطِق ،وتلك الحقيقة تقودني لطرح سؤال بسيطٍ جداً على مدرب منتخبنا ريكارد ،والذي تحدّث في لقاءٍ هُنا في الميدان قبل أيام من خلال فكرة الخلاط بين ما صنعه في نادي برشلونه وما يجب ان يصنعه في المنتخب ،والسؤال كيف قارن المدرب العمل في النادي بالمنتخب؟ -هناك اختلاف كبير جداً، ففي النادي اللاعب تحت تصرفك طوال الموسم أمّا في المنتخب فأنت تختار مجموعة مميزةً من اللاعبين من مجموع الأندية لمباريات أو بطولة محددة ،ربما حسابيا لا تتجاوز ربع ما يقضيه اللاعب في النادي وبالتالي فإذا كان ريكارد يفكر بتلك الطريقة فإنه لم ولن يُحقِّق لمنتخبنا أيَّ تقدُّمٍ . هذا المنطِق ،وتلك الحقيقة تقودني لطرح سؤال بسيطٍ جداً على مدرب منتخبنا ريكارد ،والذي تحدّث في لقاءٍ هُنا في الميدان قبل أيام من خلال فكرة الخلاط بين ما صنعه في نادي برشلونه وما يجب ان يصنعه في المنتخب ،والسؤال كيف قارن المدرب العمل في النادي بالمنتخب؟ -ثم ذكر بأنه سيبدأ من الصفر ،وهل يعقِل ذلك ؟فالصفر تكون بداية من النادي وليس المنتخب على اعتبار ان اللاعب في المنتخب من المفترض ان يكون لديه إمكانيات عقلية ونفسية ومهارية وبدنية ولياقية تميزه عن اللاعبين الآخرين فإذا بدأت من الصفر فهل الأندية تبدأ من تحت الصفر ؟ -من خلال متابعتي منذ تولي ريكارد تدريب المنتخب إلى المباراة الودية الأخيرة فالملاحظ بأنه غير مستقر وليس لديه ثقة باللاعبين فعملية الضم والإبعاد مستمرة ،وهذا سيؤدي إلى عدم استقرار وسيكون المنتخب غير واضع المعالم بدون شخصية واضحة، فكيف تضع إستراتيجية قصيرة أو بعيدة لشخصية غير واضحة؟ -أعتقد بأن المنتخب لم يكن في حاجة إلى اسمٍ تدريبيِّ كبير في ظل الانخفاض الواضح لكثير من اللاعبين، وتأَرجُح مستوياتهم ،وبالكاد تجد لاعباً يستطيع ان يمثل فريقه موسما كاملا، فأغلب اللاعبين أو 70% منهم غير قادرين على مشاركة فرقهم في 20 مباراة في الموسم كلاعبين أساسيين ،فهل بمثل هؤلاء يستطيع ريكاردُ تكوينَ منتخبٍ قوي ؟ -من المهم أن يعِيَ ريكارد بأن عقلية ومواصفات وطموح اللاعب ذو العشرين سنة في أوربا تختلف باختلافٍ كبيرٍ جداً جداً عن عقلية اللاعبين السعوديين ،والدليل بأنك تجدُ لاعباً يُبدِع مباراةً أو اثنتين ،وبعدها لا تجِدهُ حتى على مقاعد البدلاء . -ثمّ هناك فرقٌ بين حجم ومستوى المباريات المحلية وبين المباريات الدولية، فليس كلُّ من أبدع محليّاً لديه القدرة على الإبداع خارجيا . -بعد عيد الأضحى نلتقي وكل عام وأنتم بألف خير [email protected]