أعلنت هيئة كبار العلماء فتواها بشأن المظاهرات والتجمهرات، وأوضحت رأي الدين في المظاهرات والدعوات إلى التجمهر، وما يترتب عليها من أخطار واستغلال المتحزبين الذين ينوون استهداف البلاد وزرع الفوضى والفتن في ربوعها. وكانت الهيئة حكيمة في طرحها حيث بينت ضرورة بذل النصح والنصيحة لولاة الأمر والمسئولين، لكن بالأسلوب الشرعي الذي لا يؤدي إلى تهييج الناس وجعلهم أسرى للعواطف وللخطباء ولذوي الغايات الحزبية والأهداف الدنيوية. ورأت الهيئة أن المظاهرات إنما تمثل عصياناً وإخلالا بالنظام ولم يشرعها الله تعالى في كتابه ولا الرسول (صلى الله عليه وسلم) في سيرته. وقد يستغلها ضعاف النفوس فيثيرون الفتنة والفوضى، والمظاهرات ضد دعوة الإسلام إلى إشاعة السلام في الأوطان والاستقرار والمحبة بين الناس. وأوضح أن الهيئة تجيب عن الدعوات التي تطلق عبر الانترنت للتظاهر، وهي دعوات أغلبها يطلقها مراهقون ودعاة إلى أجندات خاصة والحزبيون الذين يودون تسيير المواطنين على هواهم ومرادهم لأهداف في أنفسهم تحت شعارات حماسية ومغرية وفضفاضة. وأوردت الهيئة الآيات البينات والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على المسلمين بضرورة الوحدة والتكافل والتناصح بالأساليب الشرعية التي تأخذ في الاعتبار الصالح العام، خاصة أن المظاهرات يقودها المفوهون الحزبيون وذوو الأهداف الخاصة المدربون على تحميس الجماهير وتجييش عواطفها، وقد تنتج عن هذه التجمهرات والحماسيات أخطار تنال من المواطنين ومن سلامتهم وأمنهم. وكما حدث في بلدان كثيرة لم تكن مظاهراتها مجانية أو دون ثمن ، بل سقط قتلى وجرحى وحدثت في فوضى ونهب واغتصاب أموال وممتلكات الناس، وعاث قطاع الطرق والخارجون على القانون فساداً وأشاعوا الخوف في ربوع بلدانهم لأيام وليال. وشددت الهيئة على ضرورة التمسك بالاستقرار في البلاد والأمان وسلامة الممتلكات وتقدم البلاد وازدهارها، في ظل حكومة رشيدة لا تغلق أبواب ولاتها ومسئوليها أمام أي نصح مخلص يبذل بالطرق الشرعية التي حث عليها الإسلام، خاصة أن خادم الحرمين الشريفين كما عرفه المواطنون يبذل جهده ويشدد في أوامره على خدمة المواطنين وتلقي شكاويهم وحلها. كما أنه في أكثر من مناسبة طلب النصح من المواطنين، وطلب من المسئولين رعاية المواطنين، والإخلاص في خدمتهم، وهو حفظه الله يسهر على تقدم البلاد وأمنها وخدمة مواطنيها، والأوامر الملكية الأخيرة خير دليل على أن المواطنين يعيشون في قلب خادم الحرمين الشريفين الذي يبذل كل ما يستطيع من أجل راحة المواطنين وتقدم البلاد وسيادتها.