تضاربت الأنباء الواردة من ليبيا منذ فجر الأحد حول مسار عمليات القتال و"الكر والفر" بين المعارضين للزعيم الليبي، معمر القذافي، وكتائب موالية له، للسيطرة على عدد من المدن الشرقية، كان آخرها تأكيد شهود عيان ، أن "رأس لانوف" الإستراتيجية و"مصراته" مازالتا في قبضة القوات المناهضة للنظام. ثوار ليبيا يتصدون لطيران القذافي وفجر الأحد أعلنت الحكومية الليبية، دحر عناصر المعارضة وصدهم عن "طبرق"، وهي مزاعم سارعت المعارضة إلى تفنيدها، وتأكيدها على أن المدينة مازالت تحت سيطرتها، مشددة على أنها تستعد للزحف نحو "سرت"، بعد استرداد مدينة "الزاوية"، عقب معارك ضارية، وبسط سيطرتها على "رأس لانوف" . ونقل شاهد عيان أن "رأس لانوف" تعرضت صباح امس إلى قصف جوي، بيد أن التقارير لم تشر إلى سقوط ضحايا في الغارة. نار كثيف وكانت "قوات المحتجين" قد أحكمت قبضتها على البلدة الإستراتيجية، وهي منطقة نفطية تقع شرقي ليبيا، وأعلنت إسقاط طائرة ليبية مقاتلة من طراز "سوخوي Su-24MK". وفي طرابلس سمع إطلاق نار كثيف وسط العاصمة طرابلس، فجر الأحد بعدما حققت القوات المناهضة للزعيم، معمر القذافي، انتصارات ميدانية تمكنت خلالها من دحر كتائبه عن مدينة "الزاوية" وبسط سيطرتها على بلدة "رأس لانوف" الإستراتيجية، فيما تواصل تقدمها إلى مدينة "سرت." وشهدت "الزاوية" خلال الأيام القليلة الماضية عمليات "كر وفر" بين الجانبين في محاولة للسيطرة على المدينة التي تقع على بعد 30 ميلاً غربي طرابلس. وقال شاهد عيان يعمل كناطق باسم "قوات" المحتجين الساعين لإسقاط القذافي، إن كتائب الزعيم الليبي انسحبت من "ساحة الشهداء" إلى مراكزها على مشارف المدينة عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين. الاستيلاء على اسلحة واستخدم أنصار القذافي في تلك المعارك الشرسة الدبابات والعربات المدرعة والأسلحة الثقيلة، وسقط فيها العديد من القتلى والجرحى وفق شاهد عيان آخر. واستولت "قوات المحتجين" على أسلحة ثقيلة ودبابات بعد المعارك التي انتهت بانسحاب كتائب القذافي إلى مشارف "الزاوية. دعا الزعيم الليبي معمر القذافي الى ارسال لجنة تحقيق «من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي» لتقييم الوضع في ليبيا ميدانيا، وذلك في مقابلة مع الاسبوعية الفرنسية «لو جورنال دو ديمانش». الى سرت وتستعد قوات الثورة للتحرك نحو "سرت" مسقط رأس الزعيم الليبي، وسط محاولات كتائب القذافي إعاقة تقدمها وقامت مروحيات قتالية بدك مواقع المعارضين. وشنت طائرة حربية صباح الأحد غارة جوية على راس لانوف النفطية شرق ليبيا محدثة حفرتين انبعث منهما دخان قرب نقطة تفتيش يسيطر عليها الثوار شرق المدينة، حسبما ذكر مراسلا فرانس برس وشهود عيان. وقال بشير المغربي احد قياديي المسلحين في راس لانوف ان "القذافي قال انه استعاد راس لانوف لكننا هنا وليس هنا فقط بل هناك ايضا" مشيرا الى غرب من المدينة. واكد مسلح اخر لفرانس برس "لم تقع معارك ليلا، والمدينة تحت السيطرة". واوضح احد مراسلي فرانس برس "اننا عديدون في فندق في مدخل المدينة الغربي ولم نسمع معارك". لجنة دولية من جهته دعا الزعيم الليبي معمر القذافي الى ارسال لجنة تحقيق "من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي" لتقييم الوضع في ليبيا ميدانيا، وذلك في مقابلة مع الاسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش". وقال القذافي "بداية، اريد ان يتوجه فريق تحقيق من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي الى هنا في ليبيا". واضاف "سنسمح لهذه اللجنة بمعاينة الوضع ميدانيا من دون عقبات". وتابع القذافي "اذا ما كانت فرنسا ترغب في تنسيق عمل لجنة التحقيق وقيادتها، سأؤيد ذلك (...). فلتستلم فرنسا زمام الامور، ولتعطل قرار الاممالمتحدة في مجلس الامن ولتوقف التدخلات الاجنبية في منطقة بنغازي". وجدد الزعيم الليبي اعتباره ان الثوار "اعتادوا على تناول حبوب للهلوسة" يوزعها عناصر من القاعدة "قادمون من العراق وافغانستان وحتى من الجزائر". واضاف "لم اطلق يوما النار على شعبي. هنا، في ليبيا، لم نطلق النار على احد. وستظهر لجنة التحقيق ذلك". ومتوجها الى الغربيين وفي طليعتهم الفرنسيون، حذر القذافي من موجات ضخمة من المهاجرين الى اوروبا ومن عمليات مسلحة لمتشددين اسلاميين. وقال "لقد قدمنا الكثير من المساعدة خلال السنوات الاخيرة. فلم عندما دخلنا في معركة ضد الارهاب في ليبيا لا تتم مساعدتنا في المقابل". ولفت الى خطرين يتهددان اوروبا بحال دعمت الاطاحة به. وقال "سيكون لديكم الهجرة وآلاف الناس الذين سيجتاحون اوروبا انطلاقا من ليبيا. ولن يستطيع احد ايقافهم". واضاف متوعدا "سيكون لديكم بن لادن على ابوابكم (...) سيكون لديكم جهاد اسلامي في وجهكم في المتوسط. سيهاجمون الاسطول السادس الامريكي، ستحصل اعمال قرصنة هنا، على ابوابكم، على بعد 50 كلم من حدودكم". وتابع "ما اريدكم ان تفهموه هو ان الوضع خطير للغرب برمته ومنطقة المتوسط كلها. كيف لا يرى القادة الاوروبيون ذلك؟". وردا على سؤال عما اذا كان الهولنديون الثلاثة الذين كانوا يقودون طوافة والذين اعتقلوا الاحد الماضي في سرت خلال عملية اجلاء اثنين من المدنيين الاوروبيين هم اسرى، اجاب القذافي "نعم وهذا طبيعي". وقال "لقد اوقفنا طوافة هولندية هبطت في ليبيا من دون اذن". وقال القذافي ان "بن لادن سيسكن في افريقيا الشمالية (...) سيكون لديكم بن لادن على ابوابكم"، مطالبا "بفريق تحقيق من الاممالمتحدة او الاتحاد الافريقي" لمعاينة الوضع ميدانيا في ليبيا.