يذهب تفكير معظم الناس إلى أن العنف يرتبط بالقوة أو العنف الجسدي ولكن هناك العديد من أشكال العنف، والعنف هو استخدام نوع من أنواع القوة أو الإكراه أو الضغط، ومما لا شك فيه أن العنف هو حالة سلبية وتعبير منحرف في السلوك الإنساني، وكل إنسان معرض ولا شعوريا ولأسباب كثيرة منها ضغوط الحياة وأن يتعرض الإنسان إلى الغضب، وهذا الشعور قد لا يخلو منه أى إنسان، لكن المشكلة عندما يتحول هذا الغضب إلى عنف يؤدى إلى إيذاء الناس والمشكلة هنا ليس في وجود العنف في حد ذاته، فالعنف موجود منذ النشأة الأولى للبشرية على وجه الأرض والشاهد على ذلك قصة قتل قابيل لأخيه هابيل بسبب الحسد. وهنا نتساءل مع أنفسنا ما الذى ساهم في زيادة ظاهرة العنف؟ ما أهم الأسباب والدوافع للعنف؟ وخاصة زيادة العنف والاضطرابات في الدول العربية والأجنبية. ترجع أسباب العنف إلى أسباب شخصية للقائم بالعنف كأن يكون لديه خلل في شخصيته من اضطرابات نفسية، وهناك أسباب اجتماعية منها: الظروف الأسرية التي يقوم بها القائم بالعنف داخل الأسرة، ربما تتمثل في الظروف الاجتماعية والاقتصادية مثل ضعف دخل الأسرة الذى لا يكفى لمتطلبات الأسرة أو السكن أو المستوى العلمي والثقافي للأسرة، كذلك كثرة ضغوط الحياة، ضعف الوازع الديني، وكذلك هناك أسباب اجتماعية كالأحداث التى شاهدناها وتمر بها المنطقة العربية. والتي نشاهدها على القنوات الفضائية والإنترنت والإعلام تنتقل أحداث العنف يوميا وبشكل مباشر أو غير مباشر للمجتمعات. ويتخذ العنف عدة أشكال، منه العنف اللفظي وبكلمات جارحة تجرح المشاعر الإنسانية والصخب وعلو الصوت، وكذلك يوجد العنف الجسدي واستخدام الضرب أو الأسلحة وهناك العنف غير المباشر، منه الإهمال وتعطيل المصالح وهناك تحذير من علماء النفس وقلقهم من مؤشر العنف داخل بعض الأُسر الذى لوحظ في السنوات الأخيرة. وللحد من هذه الظاهرة في مجتمعاتنا، يجب أن نركز على مبدأ الإخاء والتسامح والاحترام وضبط النفس وابتعاد أفراد الأسرة عن ممارسات العنف، وخاصة لدى الأطفال، واتخاذ بدائل أخرى للعقاب وعدم مشاهدة الأطفال للمشاهد التى تحتوى على أعمال العنف والخلافات بين الأبوين. ويأتي الدور الإعلامي المهم للحد من هذه الظاهرة، بالتنسيق مع الجهات المعنية لنشر حملات توعوية وتثقيفية لنشر الوعى بين أفراد المجتمع، وزيادة المعلومات الكافية والصحيحة حول مؤشرات انتشار مؤشر العنف وأهم الدوافع وعواقب العنف داخل المجتمع والآثار السلبية التي يحدثها.