قال موقع «إيران نيوز أبديت»: إن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها إيران كانت سببا في مزيد من القمع الذي يمارسه نظام الملالي بحق مواطنيه. وبحسب مقال ل«محمود حاكميان»، منشور بالموقع أمس الأحد، فإن بيانات «مرصد إيران لحقوق الإنسان» تشير إلى اعتقالات بحق مواطنين بسبب تحدثهم علنا عن آثار الفيضانات الأخيرة ورد الفعل الحكومي غير الكافي. ومضى الكاتب يقول: تشير الأرقام الرسمية إلى أن 70 شخصا على الأقل قتلوا في الفيضانات التي أثرت على جميع محافظاتإيران، لكن منتقدي النظام الثيوقراطي يتهمونه بالتقليل من عدد القتلى الذي يزيد على 3 أضعاف هذا العدد. وبحسب هؤلاء المنتقدين، فإن المؤسسات الحكومية، مثل الحرس الثوري، ركزت بشكل أكبر على إدارة الغضب العام من الوضع الذي تفاقم بسبب سوء البنية التحتية وإدارة الموارد، أكثر من التركيز على توفير الإغاثة للمتضررين. ونوه الكاتب بأن اتهامات المنتقدين تأكدت في الأيام الأخيرة من مارس الماضي، عندما أفادت وسائل الإعلام بأن السلطات حذرت المواطنين صراحة من احتمال الملاحقة القضائية إذا نشروا على وسائل التواصل الاجتماعي تجاربهم أو انتقدوا علنا استجابة النظام لكارثة الفيضان. وأوضح تقرير ل«مرصد إيران لحقوق الإنسان» أن السلطات تابعت التهديدات واتخذت إجراءات ونفذت عمليات اعتقال لمواطنين قدموا روايات مناقضة لما تروجه الحكومة. » صراع واشتباكات كما لفت كاتب المقال إلى وجود صراع بين الحرس الثوري الإيراني وسكان مناطق معينة حول ما إذا كان يجب توجيه مياه الفيضان بعيدا عن المنازل والأراضي الزراعية أو بعيدا عن البنية التحتية الصناعية التي يسيطر عليها الحرس. ونوه بأن الجهود التي بذلها الحرس الثوري لهدم حواجز الفيضان التي أقامها مدنيون تسببت في اشتباكات عنيفة في محافظة خوزستان وتحديدا في الأحواز العربية، حيث أطلق الحرس النار على المدنيين، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص ومقتل شخص واحد، بحسب بيان لمنظمة «مجاهدي خلق» المعارضة. كما أشار تقرير آخر للمرصد إلى اعتقال رجل مسن في قرية بخوزستان بعد محاولته منع الحرس من تدمير حواجز أقامها مدنيون. وبحسب الكاتب، فإن الدافع لاعتقال هذا المسن هو وضعه كشيخ قبلي، بما يبعث برسالة إلى بقية السكان، ما يفرض ضغوطا على المجتمع العربي الأحوازي بأكمله. وأوضح الكاتب أنه برغم الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعانيها المجتمعات العربية في الأحواز، فإن فيضان خوزستان كان فرصة لمزيد من القمع لا سيما في أعقاب هجوم سبتمبر الماضي على عرض عسكري قام به مسلحون انفصاليون. وتابع: يبدو أن هذا الهجوم قد مهد الطريق أمام غارات واعتقالات لا مبرر لها وعشوائية. وأضاف: يمكن القول إن هذا التصور تعزز بإعلان أن قاسم سليماني، قائد قوة القدس، سوف يقضي شهرا في الإشراف على جهود الإغاثة في خوزستان، وكذلك لورستان.