للمرة الأولى منذ يوليو من العام 2015م تمكن سوق الأسهم السعودية من الإغلاق فوق مستوى 9000 نقطة، وهي من أهم النقاط النفسية والفنية هذا العام، وذلك بعدما أنهى المؤشر العام تداولات الأسبوع المنصرم على مكاسب بنحو 275 نقطة أي بنسبة 3.13%، وذلك بدفع رئيس من تحركات أسعار النفط، التي لامست أعلى مستوياتها لهذا العام، ويبدو أن هذا الأمر سيشجع المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال في السوق السعودي، لكن ذلك يتطلب الثبات فوق مستوى 9000 نقطة خلال هذا الأسبوع على الأقل. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت حوالي 16.7 مليار ريال مقارنةً بنحو 14.6 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع المتوازن في السيولة يعطي المزيد من الارتياح؛ لأنه يُفهم منه أن ما حصل من ارتفاعات ناتج عن سيولة شرائية وليس مجرد تدوير، ولذلك فإن هذه المؤشرات تمنح المتداولين المزيد من الثقة في السوق لكن الاستقرار فوق 9000 نقطة سيحتاج المزيد من الوقت، خصوصاً أن المقاومات أصبحت متقاربة أكثر من ذي قبل وهذا تحدٍ آخر لا بد من التنبه له. » التحليل الفني لا شك أن ما حدث من اختراق لمقاومة 9000 نقطة هو أمر مهم وجيد ويدعو لمزيد من التفاؤل لكن بالنظر إلى قرب المقاومات التالية تجعل الفترة الحالية هي فترة عالية الحساسية للسوق، فمستويات 9200 نقطة و9500 نقطة تعتبر تحديات كبيرة للسوق، خاصةً أن المؤشر العام لم يواجه أي عملية تصحيحية من مستوى 8400 نقطة، وهذا الصعود المتواصل يستنفذ الزخم الشرائي بشكل كبير ويرفع من درجة إجهاد المسار الصاعد، لذا من المهم مراقبة المقاومات المذكورة. أما من حيث القطاعات، فأجد أن ما ينطبق سابقاً على المؤشر العام ينطبق على قطاعيّ البنوك والاتصالات، ففي حين أنهما ما زالا يسجلان أرقاماً قياسية إلا أن درجة الخطر أصبحت في أعلى مناطقها من الناحية الفنية، فالمؤشرات متضخمة جداً، وأصبحت الحركة التصحيحية عليهما قريبة للغاية لكن لا يوجد حتى الآن تأكيد على أنهما قاما بعمل قمتيهما النهائيتين، وهذا أتوقع أن يحدث هذا الأسبوع. في المقابل، أجد أن قطاع المواد الأساسية ما زال لديه المجال للصعود طالما يحترم دعم 5800 نقطة، وهذا سيمثل دعما مهما للمؤشر العام في حال تراجعت القطاعات القيادية المذكورة آنفاً. أما قطاع إدارة وتطوير العقارات، فأتوقع أن يشهد ارتداداً جيداً ابتداءً من هذا الأسبوع نتيجة احترامه لدعم 3260 نقطة، وهذا سيعزز من توازن السوق وبقائه فوق مستوى 9000 نقطة. » أسواق السلع العالمية لامس خام برنت مستويات 70 دولارا للمرة الأولى منذ نوفمبر من العام الماضي ومقترباً من المقاومة الفنية المهمة عند 72.50 دولار وهذا أمر إيجابي للغاية على الدول المنتجة للنفط، وقد يكون لهذا الوصول دور محوري في اجتماعهم خلال منتصف الشهر الحالي. كذلك الحال على خام نايمكس، الذي أصبح على مرمى حجر من مقاومة 63.75 دولار، التي قد تكون من أقوى المناطق خلال النصف الأول من هذا العام، لذا فمراقبة هذه النقاط مهمة جداً. ويبدو أن المتداول الكريم أمام أيام مفصلية نتيجة وصول السوق السعودي وأسعار النفط إلى مقاومات مهمة بشكل متزامن، لذا من المهم أن تكون الرقابة لصيقة على تحركات هذه الأيام حتى لا يكون هناك أي تأثير سلبي على أداء المحافظ.