في واحد من أكثر الأسابيع ضبابية، أنهى سوق الأسهم السعودية تداولاته بدون تغيير بعد أن وصلت مكاسبه نحو 113 نقطة إلا أنه سرعان ما تفاعل مع التحركات السلبية لأسعار النفط، وفقد جميع ما حققه طوال الأسبوع الماضي، ويبدو أن الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى تحسّن إنتاج النفط الأمريكي، وذلك بارتفاع عدد الحفّارات بوتيرة أسرع من ذي قبل، كان لها بالغ الأثر في الضغط على أسعار النفط والتي دفعت بدورها السوق السعودي إلى التراجع خاصةً في جلسات نهاية الأسبوع. أما السيولة المتداولة للأسبوع المنصرم فقد بلغت 15.7 مليار ريال مقارنةً بنحو 10 مليارات ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التحسّن في السيولة أراه جيّدًا في المرحلة الراهنة؛ نتيجة تحقيق المؤشر لقمة جديدة أعلى من الأسبوع قبل الماضي وفي هذا إيحاء بأن ارتفاع السيولة لم ينتج عن بيوع، وإنما عن عمليات شرائية، لكن لا يمكن تأكيد هذه الفرضية إلا بالثبات فوق مستوى 7,000 نقطة على الأقل في الفترة المقبلة. التحليل الفني لا يمكن الجزم بأن المؤشر العام خرج من مساره الأفقي والممتد من شهر يناير الماضي وحتى اللحظة، ما دام بين دعم 6,800 نقطة ومقاومة 7,300 نقطة، ومما يعزز من فرضية استمرار هذا المسار المحيّر بقاء السيولة عند هذه المستويات الضعيفة؛ لذا لابد من اختراق مقاومة 7,100 نقطة على الأقل وارتفاع السيولة لما فوق 5 مليارات ريال حتى يتم التأكد من سيناريو الصعود المتوقع.. لكن في نفس الوقت فإن كسر دعم 6,800 نقطة يعني التوجه نحو الدعم الثاني عند 6,500 نقطة لذا جرى التنويه. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات كان لافتًا للنظر الأسبوع الماضي، حيث تجاوز سيولته المتداولة حاجز 4.8 مليار ريال في حين كان المعدل لا يتجاوز بين 1.5 و3 مليارات ريال للأشهر القليلة الماضية، وجاء هذا الارتفاع نتيجة للتداولات اللافتة لسهم دار الأركان، والذي تجاوزت سيولته الأسبوعية مستوى 4.4 مليار ريال ليقترب من تجاوز حاجز 7 ريالات، والذي فقده قبل عام تقريبًا. وقد كان قطاع البنوك داعمًا مهمًّا لحركة السوق خلال الأسبوع المنصرم، حيث تمكّن من ملامسة مقاومة 4,950 نقطة، لكنه فشل في اختراقها مما يوحي بأن القطاع سيظل رهينة للمسار الأفقي التصحيحي والذي من الممكن أن يدفعه للهبوط حتى دعم 4,600 من جديد، وهذا من شأنه الضغط على السوق بشكل عام. من جهة أخرى أجد أن قطاع المواد الأساسية واصل هبوطه حتى دعم 4,600 نقطة، وتمكّن من الثبات فوقه حتى نهاية تداولات الخميس الماضي، وفي حال بقائه فوق ذلك المستوى فمن المتوقع أن يرتد القطاع صعودًا حتى مشارف 4,800 نقطة مجددًا؛ مما سيعطي حركة السوق مزيدًا من المساندة خلال هذا الأسبوع بحول الله. أسواق السلع العالمية تراجع خام برنت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث لامس مستوى 47.44 دولار للبرميل، وهي تقريبًا نفس مستويات شهر نوفمبر الماضي؛ مما يشير إلى قوة المسار الهابط، والذي قاد الخام من مستوى 54 دولارًا إلى المستويات الحالية خلال 3 أسابيع فقط. لكن لا شك في أن الخام وصل إلى مستويات دعم قوية من المتوقع أن يرتد من عندها إلى ما فوق مستوى 51 دولارًا، لكن لا يمكن الحديث عن مسار صاعد للخام ما لم يخترق مقاومات 54 دولارًا ثم 58 دولارًا على التوالي أو سيبقى رهينة المسار التصحيحي الحالي.