جميعنا يعلم أن النجاح هو قدرة الإنسان على تحقيق أهداف كبيرة في فترة زمنية محددة، لكن الكثير منا يجهلون الطرق والأسباب والوقت الفعلي الذي أدى لهذا النجاح. فلم تكن الصدفة في سقوط التفاحة من الشجرة هي التي أدت بنيوتن لاكتشاف الجاذبية إنما دراسته العميقة في الفيزياء وديناميكية حركة الكواكب. أيضا قوننته لأهم القوانين في مختلف المجالات العلمية لم يكن لحظيا إنما جاء عن طريق تفكيره، تأمله، عمله الدؤوب، جهوده المتواصلة واهتمامه المستمر بالعلم والمعرفة. لقد أثبتت أشهر قصص النجاح في العالم أن النجاح ليس محض صدفة إنما هو مجموعة من السلوكيات والعادات المتواصلة والمستمرة التي تخدم هدفا معينا حتى يرى النور. والعادة هي الفعل أو السلوك الذي يقوم به الإنسان بانتظام، بدون تفكير وبأقل جهد بسبب الممارسة المستمرة مما يساعده على ادخار الكثير من طاقة العقل البشري والكثير من الوقت والجهد لاستخدامهم للأمور الأخرى. وهنالك عادات جيدة وعادات سيئة بحسب النتيجة التي تؤدي لها كل عادة. ومثلما تحتاج بعض العادات لمجهود للقيام بها، تحتاج عادات أخرى مجهودا للتوقف عنها. وبإمكان مختلف العادات أن تجعل حياتك أصعب أو أسهل وبإمكانها أيضا أن تساعدك في تحقيق إنجازات ونجاحات كبيرة او إيصالك للفشل. ولكل عادة شرارة تحفزها كل مرة حتى تتحول لروتين ولها أيضا مقابل أو مكافأة تساعد على انطلاق تلك الشرارة مرارا وتكرارا. من المحفزات الشعور بالتوتر، الحاجة للسكر أو النيكوتين، أو الحاجة للإحساس المريح المؤقت الناتج عن ممارسة تلك العادة أو ذلك السلوك. والمقابل إما أن يكون لحظيا أو بعيد المدى مثل الحصول على الراحة المؤقتة من تدخين النيكوتين أو التفوق الذي أدت له المذاكرة الحثيثة طوال السنة أو الحصول على النشاط والصحة من ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي. لا تحتاج العادة السيئة للكثير من الجهد وقوة الإرادة لخلقها، فشعور الراحة والمتعة اللحظي غالبا ما يكون هو السبب في خلق واستمرار تلك العادة بينما تحتاج لقوة إرادة كبيرة لتركها والسبب هو صعوبة التنازل عن تلك المتعة المؤقتة الناتجة عن هذه العادة. ومن النصائح التي تساعد على خلق عادات مفيدة خلق المحفز لممارسة سلوك معين، تخصيص وقت محدد ودائم لممارسة ذلك السلوك والالتزام به قدر المستطاع وعدم الاستسلام وهجره إذا نسي مرة، الاستمرار في ممارسة السلوك الإيجابي مهما طال الوقت مع التركيز على بناء العادة وليس الوصول للنتيجة مع تذكير النفس المتواصل بالنتائج والمكافآت بعيدة المدى وليست اللحظية. أيضا عدم محاولة اكتساب أكثر من عادة في نفس الوقت إلا إذا كن متشابهات أو يخدمن نفس الهدف. وهنالك بعض العادات التي تعمل بمثابة حجر الأساس والأم الحاضنة لسلسلة من العادات الأخرى، مثل عادة البحث وإيجاد المعلومات عن أي فكرة أو موضوع جديد والتي بإمكانها أن تحفز عادة القراءة التي تغذي العقل بالمعلومات وتخلق محفزات لتبني عادات أخرى جميلة. في الحقيقة من أقوى الأسباب التي تساعد على ترك عادة سيئة أو خلق أو اكتساب عادة جيدة هي قوة الإرادة، ولا شيء يشحذ ويقوي الإرادة إلا القناعة الراسخة بضرر أو بفائدة هذه العادة والرغبة الشديدة في تحقيق هدف معين من خلال ترك أو الاستمرار في ممارسة هذه العادة. وبإمكان تطبيق جميع النقاط السابق ذكرها المساعدة للتخلص من العادات السيئة أيضا مع الابتعاد عن أي سبب بإمكانه تثبيت العادة السيئة.