لا يقتصر ضرر التدخين بالنسبة إلى النساء المدخنات على الناحية الصحية، بل يتعداه إلى نبذ اجتماعي أشد وطأة مما يمكن أن يواجهه المدخن الرجل. وحتى الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين، ثبت علمياً أنها أشد خطورة في حال ما إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة. تقول أم سلطان 39 عاماً، إنها ظلت لسنوات عدة تدخن السجائر سراً، مشيرة إلى أن الأمر بدأ بسيجارة واحدة كل أسبوع، إلى أن انتهى بأن أصبح عادة يومية يصعب الفكاك منها. وتضيف أنها حاولت الإقلاع عنه مراراً من دون جدوى حتى ساءت حالها الصحية، وتمثل ذلك في زيادة خفقان قلبها، وصعوبة التنفس والشعور بالإرهاق بعد أقل مجهود تبذله، ومن ثم عدم القدرة على ممارسة حياتها الطبيعية، نتيجة لهذه العادة السيئة، على حد قولها. وتؤكد أم سلطان، أنها حسمت أمرها بعدما أحست بأن التدخين يمكن أن يقصف عمرها، على حد تعبيرها، ويحرم أطفالها من رعايتها لهم. تقول:"بكى أطفالي خوفاً علي وطالبوني بترك التدخين حتى لا يخطفني الموت منهم"، وتضيف :"تأثرت وعاهدت الله أن امتنع عن التدخين نهائياً". أما نادية فهد 30 عاماً فتقول، إن مشوارها مع التدخين بدأ عندما كانت في ال15 من عمرها، وخلال تلك السنوات كست التجاعيد وجهها كنتيجة لتلك العادة السيئة، على حد قولها. وتضيف:"بسبب التدخين أصبح من يراني يعتقد أنني امرأة في ال50 من عمرها، وبات أولادي يتضايقون من الرائحة الكريهة المنبعثة من ملابسي". وهكذا وجدت نادية نفسها في حال لا تحسد عليها، فقررت الإقلاع عن التدخين، متسلحة، كما تقول، بقوة الإرادة والعزيمة، إلى أن نجحت في الإفلات من أسر السيجارة نهائياً". وعلى العكس من نادية، لا تزال سنية قصاب 35 عاماً تكافح من أجل الخلاص من التدخين، وتقول:"إدمان التدخين مشابه لإدمان أي شيء يداوم عليه الإنسان بشراهة مثل القهوة أو الشاي، ولكن مخاطر الدخان أكثر بكثير من المنبهات الأخرى". تقول سنية:"أنا في طريقي للتخلص من هذه العادة السيئة بشرب كميات كبيرة من الماء والمشي، الذي يساعد في التخلص من النيكوتين". من جانبه، يؤكد استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور خالد عرفات أن التبغ يعتبر القاتل الأول في العالم، لاحتوائه على 40 مادة مسرطنة على الأقل. ويلفت الدكتور عرفات إلى أن النساء المدخنات يخسرن نحو السنتين من عمرهن المخصب ويدخلن سن اليأس باكراً ويكن عرضة للإصابة باضطرابات الدورة الشهرية ونقص الإخصاب. ويضيف أن التدخين من أهم العوامل المسببة لنقص الكتلة العظمية، ما يؤدي إلى إصابة متقدمة بهشاشة العظام عند سن اليأس لدى النساء، مشيراً إلى أن"الامتناع عن التدخين يقضي مع الوقت على الإدمان ويزيل الاضطرابات النفسية ويعيد للجسم توازنه الغذائي". ويرى الدكتور عرفات، أن من الأساليب العلمية الفعالة في الامتناع عن التدخين استخدام بدائل النيكوتين، معتبراً شعور الشباب بالفراغ من أبرز عوامل الانحرافات الاجتماعية. ويوصي الدكتور عرفات بضرورة وجود نوادٍ للأحياء لتلبية حاجات الشباب وخلق جيل بعيد من الأمراض والعادات السلوكية الخاطئة والسيئة".