ردود فعل واسعة أعقبت حديث رئيس النصر الفضائي، هناك مؤيدون ومنتشون وآخرون ناقمون وغاضبون، إطلاقا لم أر حالة وسطية أو رأيا معتدلا تجاه حديث يعتبره البعض «ضربة معلم»، بينما أعتبره شخصيا «سقطة الموسم» لرئيس استثنائي وعمل هو الآخر استثنائي للغاية. في برنامج الديوانية تحدثت بكل شفافية حول السويلم وردة فعل البلطان، ووصفت حديثهما بالمسيء وغير المسؤول ولن أزيد أو أعيد عبر هذه المساحة بما سبق وأن تحدثت به، ولكنني بكل تأكيد لن أتجاوز أنصار الكبيرين (الهلال والنصر)؛ خاصة والأجواء المشحونة والتصريحات اللا مسؤولة تغلف أجواء الديربي المنتظر بينهما مساء الغد. حديث رئيس النصر انتهى في حينه بالنسبة للعقلاء، ولكنه حتما لم ينته لدى البعض بكل تأكيد، وأكثر ما أخشاه أن يكون له تبعات لدى المتهورين والطائشين والمراهقين من كلا الجانبين. ديربي العاصمة هذه المرة سيكون مختلفا على غيرالعادة، فالحظوظ متساوية والكفة متوازنة والهدف مشترك والغاية واحدة، لا مجال للتنازل أو التفريط فالفائز موجود والخاسر مفقود!! تبعات الديربي كثيرة، ومغانمه كبيرة، وخسائره فادحة وأليمة، الفائز لن يكتفي بالنقاط الثلاث فقط، سيكسب معنويا ونقطيا وجماهيريا، وسيقترب من اللقب أكثر من أي وقت مضى، بينما الخاسر سيعاني نفسيا ومعنويا قبل كل شيء، وقد تلقي الخسارة بظلالها على حظوظه في باقي المسابقات، سيتعطل ويتقهقر ويعاني الأمرين والعلم عند الله!! ليس مهما عندي من يكسب غدا، وإن كنت أتوقعها وأتمناها (تعادلا إيجابيا) كي تستمر الإثارة حتى آخر جولة، ومن أجل أن تخرج الجماهير هادئة قانعة ومتحفزة لما تبقى من لقاءات. إن فازالهلال فهو كبير وعملاق، وإن فاز النصر فهو جدير وعظيم، وإن خرج اللقاء بالتعادل فنحن موعودون بمزيد من التشويق، المهم أن يخرج أنصار الفريقين بكل روح رياضية وقد عاشوا اللحظة واستمتعوا بأجواء الديربي بعيدا عن التعصب والانفلات وبعيدا عن «عنتريات» التصاريح الإعلامية والتراشق الذي تابعناه ومللناه طوال الأيام الماضية. استمتعوا بالهلال والنصر أو النصر والهلال فهما في العظمة والمتعة سواء، لا تعطوا اللقاء أكبر من حجمه، ولا كرة القدم أكبر من قدرها ومنزلتها، تذكر صحتك وأعصابك وأهلك وأصدقاءك، لن تخسر شيئا لو «قوَل حمدالله» أو ضيَّع «قوميز» ولن يزيد من عمرك ومالك أن سجل «جوفينكو» أو أهدرها «نور الدين»!! دعوكم من المتعصبين والمتأزمين والباحثين عن بقعة ضوء خلالكم، دورينا جميل، وأنديتنا تستحق التقدير والفخر والزهو، ولكن بعيدا عن الإسفاف والإسقاط والتشنج والخروج عن النص. تذكروا أننا مسلمون وعرب وسعوديون على وجه التحديد، لنا أخلاقنا وقيمنا وتعاليمنا، لا تجعلوا من «جلد منفوخ» يفقدك صوابك وتركيزك، ويجعلك تخسر قريبا أو صديقا. بالتوفيق للفريقين غدا، سنقول للفائز: مبروك، وللخاسر: حظا باسما، المهم أن يخرج اللقاء بمستوى يعكس قيمة العملاقين وما وصلت له رياضة الوطن، أنا متفائل بالديربي. @BAlsagry999