خسارة تلو الأخرى، قادت الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية إلى التراجع كثيرا في سلم الترتيب العام لمنافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حتى بات يحتل المركز الثاني عشر بحصده ل(24) نقطة، جاءت من الانتصار في (7) لقاءات والتعادل في (3) لقاءات، مقابل الخسارة في (14) لقاء. ودقت الخسارة الثلاثية أمام الفيصلي ناقوس الخطر في أرجاء البيت القدساوي، خاصة أنها تسببت في إدخاله النفق المظلم، ليصبح واحدا من أبرز الفرق المهددة بالدخول في معمعة الهروب من مقصلة الهبوط لدوري الدرجة الأولى، فالفارق بينه وبين الفرق التي تأتي خلفه في الترتيب العام لم يعد كبيرا، ويمكن تحقيقه إن لم يتمكن القادسية من تصحيح أوضاعه خلال الجولات ال(6) المتبقية من دوري الأضواء. الجماهير القدساوية تأمل أن ينجح المدرب الوطني الشاب بندر باصريح في قيادة «أبناء الخبر» إلى تجاوز هذه الأزمة، كما فعل خلال الموسمين الماضيين، مؤكدة أنه ابن النادي وعارف بكل خباياه، مما يساعده على تجاوز الكثير من الحواجز، وبالتالي اختصار الوقت لتصحيح الأوضاع داخل أروقة الفريق القدساوي، موضحة أنها لا تحمله الخسارة أمام الفيصلي؛ كونه لم يأخذ الوقت اللازم للتمكن من تصحيح المشاكل الفنية، التي كان يعاني منها الفريق خلال الجولات الماضية. ويبدو أن الإدارة القدساوية برئاسة مساعد الزامل، قد وجدت في باصريح الرجل المناسب لهذه المرحلة، عقب أن وفرت للفريق كل المؤهلات التي تمكنه من التواجد في المناطق الدافئة على أقل تقدير، حيث قامت بالعديد من التعاقدات المميزة خلال الفترتين الصيفية والشتوية، وحافظت على الثنائي البرازيلي المميز التون وبيسمارك، لكن أيا من الصربي ألكسندر والبلغاري بيتيفا لم يتمكنا من السير بالفريق إلى طريق الأمان، ووضح تواجد حاجز نفسي بينهما وبين اللاعبين، خاصة فيما يتعلق بالمدرب الصربي، حيث حظي كلا المدربين بالدعم الكبير والمستمر من الإدارة القدساوية، التي كانت تحاول جاهدة الحفاظ على الاستقرار الفني للفريق، دون إجراء الكثير من التغييرات. القادسية سيكون أمام اختبار صعب خلال الجولة المقبلة، حينما يلتقي الاتفاق في «ديربي الشرقية»، حيث يبحث الفريقان عن فوز بمثابة طوق النجاة لهما، وإن كانت أوضاع أبناء الدمام أفضل نسبيا من الأوضاع التي يعيشها أبناء الخبر. ولن يكون لقاؤه أمام «فارس الدهناء» هو آخر اللقاءات الصعبة، فتنتظر «بني قادس» مهمتان صعبتان جدا، خلال مواجهتهم لفريقي التعاون والوحدة، في الوقت الذي ستكون باقي لقاءاته حاسمة جدا، وتتطلب تعاملا خاصا من أجل ضمان البقاء في دوري المحترفين، خاصة أنها تأتي مع فرق تتنافس معه بشكل مباشر، وكل انتصار فيها يعادل في قيمته ال(6) النقاط. المثير في الأمر يكمن في أن الفريق القدساوي لم يتمكن من تجاوز حاجز ال(30) نقطة، منذ عودته إلى دوري الأضواء، وهو الحاجز الذي قد يؤدي إلى هبوطه لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، في حال لم يتمكن «أبناء الخبر» من تحطيمه. ويرى الكثيرون أن الموقع، الذي يحتله القادسية في الفترة الحالية لا يتناسب مع المستويات الفنية التي يقدمها، ولا مع الدعم الكبير الذي تحصل عليه الفريق منذ بداية الموسم، خاصة فيما يتعلق بالأسماء التي نجح في استقطابها، مؤكدين أن علة القادسية تكمن في مزاجية البرازيليين التون وبيسمارك، وكذلك انخفاض المعدل التهديفي للفريق، في ظل تراجع المستوى الفني للمهاجم الشاب هارون كمارا، وهو ما وعد باصريح بالعمل على تجاوزه خلال المباريات المقبلة، مؤكدا أن ما يمر به هارون طبيعي جدا، ويمر به أفضل المهاجمين على مستوى العالم، مبينا أنه يعرف كيفية التعامل مع نجمه الشاب، وهو ما يقد ينعكس إيجابا على اللاعب بشكل خاص، وعلى الفريق بشكل عام. الخوف بات مسيطرا على عشاق ومحبي نادي القادسية، فهل يكون باصريح هو الحل، الذي انتظره «بنو قادس» كثيرا؟؟