تحتفل دول العالم سنوياً في 20 مارس من كل عام بِ ( يوم السعادة العالمي ) ، وهو يوم أقرّته الجمعية العامّة للأمم المتحدة عام 2012م ، وتُصدِر على هامشه تقرير السعادة العالمي ، الذي يصنّف درجات السعادة عند دول العالم وفق مؤشّر يعتمد مقاييس محددة . والشعوب الأكثر سعادة هي شعوب أكثر إنتاجية ، وإذا شعرَ أي فرد بأنه سعيداً يتملكه شعورٌ بالقوة وحباً للعطاء والطموح نحو المزيد من النجاح والتقدم; فالسعادة هي الشعور بالرضا وهذا ليس أمراً مستحيلاً كما نظنه نحن ، انما ممكناً وحقاً طبيعياً لكل فرد لكن الظروف المختلفة بين دولة واخرى تجعل هناك تفاوتا كبيراً بالقدرة على تحقيق ذلك. الشعوب السعيدة لا تحتاج الى رعاية الدولة من الولادة الى الوفاة، بل تحتاج الى الفرصة للتفكير بحرية والى التقرير بحرية ، كل هذا وفق ضوابط تراعي خصوصيات المجتمع ، وبذلك تكون أكثر قدرة على خلق تنمية اقتصادية ونمو اقتصادي مستدام والى رفاه اجتماعي مشترك. حسب التقرير العالمي للسعادة للعام 2018م احتلت فنلندا المرتبة الاولى ، والنرويج المرتبة الثانية ، وحلّت الدنمارك ثالثاً والرابعة ايسلندا ، مما يعني أن الدول الاسكندنافية هي المسيطرة دائماً على مؤشر السعادة . الشاهد من ذلك أن المواطن الذي يستطيع أن يحصل على حرية تحديد مساره الاجتماعي والأكاديمي والمهني هو أكثر سعادة بالضرورة من المواطن الذي يعيش ضمن دولة ريعية ، يجبره مستوى دخله على نوعية المدرسة التي يمكن أن يدخلها ، ويجبره وضعه الاجتماعي أو دخله أو ضغوط الأهل في اختيار التخصص في الجامعة، ولا يجد سوى الواسطة للعمل في الحكومة ، ويجد نفسه ضمن عقلية اجتماعية أو تعليمية تدفعه للبحث عن الوظيفة بدلا من السعي نحو الابداع والريادة للبدء بمشروعه الخاص أو مبادرته الخاصة، وجميع ما سبق هي سمات يمر بها المواطن العربي في العديد من دول المنطقة، ما يجعل القليل من الدول العربية يقف في أعلى قائمة الدول الأكثر سعادة، كما هو الحال مع دولة الإمارات التي تحتل المرتبة الاولى عربياً والمملكة التي تحتل المرتبة الثالثة عربياً وال 33 عالمياً وفق التقرير المذكور الذي يتضمّن تصنيف 156 دولة في العالم. ومن البديهي أن ترتيب المملكة في تقدّم مستمر عام بعد عام ، من خلال الخطط والبرامج التي يتم تنفيذها والتي تُركّز على جودة الحياة وفق استراتيجية نصّت عليها ، بل وركّزت عليها رؤية 2030 التي وضعها ويُشرف على تنفيذها بدقّة سمو ولي العهد . إذ في باب مجتمع حيوي – بيئته عامرة في الرؤية ، جاء ما نَصّه : تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا، وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وهنا تكمن أهمية رؤيتنا في بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحّي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة.