هل تصدّق بأن دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم هو الأكثر من حيث إقالة المدرّبين في العالم؟ بل هل تصدّق بأن قائمة أفضل 100 مدرب حول العالم كانت تحمل اثنين تواجدا في الدوري السعودي الموسم الحالي ولم يستمرّا؟ بل هل تصدّق بأن القائمة المطوّلة للمدرّبين الذين تمّت إقالتهم قد أشرفوا على كبار منتخبات العالم الأولى ومختلف منتخبات الفئات السنّية، ككرواتيا والبرتغال وبلجيكا والأوروجواي والباراجواي ورومانيا؟ » ضرب من الخيال فقد باتت الأندية السعودية تشكّل بإقالاتها للمدربين الذين يشرفون عليها حجر عثرة في أي مشروع يتم العمل عليه مع أي جهاز فنّي جديد، خاصة وأن استمرار المدرّبين لمواسم عديدة مع ناد واحد بات ضرباً من الخيال، باستثناء التجربة الفتحاوية الناجحة مع التونسي فتحي الجبال الذي يعد «فيرجسون» المدرّبين في الدوري السعودي. » دهشة برتغالية على سبيل المثال، أوضحت الصحف البرتغالية وعلى رأسها صحيفة «ريكورد» الرياضية أن إقالة جيسوس تعد من الناحية الفنية هي الأغرب في مثيلاتها كونها تمّت وهو متصدّر لمنافسة الدوري المحلي والأكثر فوزاً والأقل خسارة والأقوى هجوماً والأكثر استحواذاً، ومحقّقاً للقب كأس السوبر السعودي ومتأهّلاً إلى دور الثمانية من منافسات كأس الملك، بالإضافة إلى تحقيقه عددا من الأرقام القياسية أبرزها أول مدرّب يحقق الفوز في 9 مباريات متتالية في تاريخ منافسات الدوري.وأضافت قائلة: «إن كان المدرّب سيئاً إلى هذه الدرجة، فلماذا تم تكليفه بإلقاء محاضرة فنّية على المدرّبين السعوديين دون غيره؟» » أسئلة مشروعة ولا يزال النقّاد الرياضيون يتساءلون حول الأسباب التي تجعل من البيئة الاحترافية لتواجد المدرّبين في المنافسات الكروية السعودية بيئة غير صحّية، خاصة وأن الإقالات تأتي بنظام «حجارة الدومينو»، فما إن يعلن ناد إقالة مدرّبه إلا وتبعته جلّ الأندية الأخرى في خطوة تساهم في تشويه الأجواء الاحترافية في الدوري الذي يعد السادس على العالم من حيث القيمة الشرائية هذا العام. » اهتمام عالمي باتت إقالة المدرّبين في المملكة محط اهتمام العديد من الصحف العالمية وخاصة تلك التي تتتبع أخبار أبناء جلدتها من المدرّبين واللاعبين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، سخر الصحفي الأرجنتيني الشهير لاوتارو سيبا من إقالة المدرب السابق لنادي الاتحاد الأرجنتيني رامون دياز، حيث قال في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «لم يعط ابن لاريوغا» فرصة لإدخال الأوكسجين إلى رئتيه مرّة ثانية، خسارتان في الدوري وتتم إقالته! ما هذا الجنون؟» » أسماء عريقة ويتساءل آخرون، ماذا لو كان جوارديولا أو لويس انريكي أو جوزيه مورينيو أو كونتي مدرّبين للأندية السعودية؟ وقورنت بداياتهم التدريبية في أوروبا مع تجاربهم الجديدة محلّياً؟ فإن الإجابة سوف تكون بأن مقصلة الإقالة سوف تنتظر تلك الأسماء العريقة في عالم التدريب. وهذه الأسماء تم اختيارها تحديداً لأن بداياتهم مع الأندية التي تم الإشراف عليها كانت هي الأسوأ على الإطلاق، فجوارديولا لم يحقق سوى نقطة واحدة من أول 4 مباريات في الليجا الإسبانية، وانتهى الموسم وهو محقّق لقب الدوري إضافة إلى الكأس المحلية ودوري الأبطال، وكذا الحال عند لويس انريكي الذي حقّق بداية سيئة مع نفس الفريق قبل أن يحقق الثلاثية الثانية لبرشلونة، بالإضافة إلى الإيطالي أنطونيو كونتي الذي حقّق أسوأ بداية لنادي تشيلسي في العقد الأخير في أول تجاربه في الدوري الإنجليزي، وانتهى به الأمر محقّقاً لقب البريميرليج نهاية العام. » بطولات وإنجازات جميع المدرّبين الذين تمّت إقالتهم في الدوري السعودي هذا الموسم يمتلكون العديد من البطولات والإنجازات التي ترسم سيرهم الذاتية بالشكل الذي يطمح إليه أي مدير فنّي تعب كثيراً من أجل أن يرصّع تاريخه بالذهب والألقاب، وكذلك حقق الكثير منهم عدداً من الجوائز المتعلقة بأفضل مدرب في الجولة أو جائزة مدرّب الشهر، لكن كل ذلك لم يكن كافياً لكي يبقى حتى نهاية عقده مع الفريق!. الصحف البرتغالية تستغرب إقالة جيسوس صحفي أرجنتيني يسخر: لم يعط دياز الفرصة الأندية تسعى للنجاح على حساب المشروع التجربة الفتحاوية مع الجبال تظل الأفضل