ولدت الصراعات الداخلية والأزمات الاقتصادية التي يعايشها النظام الإيراني مرحلة جديدة من مراحل احتضاره. وبدأت هذه النزاعات داخل بيت النظام تطفو على السطح، وتظهر الانقسامات والخلافات ضمن دائرة السلطة الحاكمة، وأفرزت المرحلة الحالية تباينات داخله، حيث تحمل استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، رسالة مؤداها أن أركان الحكم بدأت بالتساقط. » مأزق داخلي وأوضح عضو لجنة الشؤون الخارجية فى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار ل«اليوم»، أن استقالة ظريف لم تتأكد بعد وهناك جدل في أوساط النظام حولها، مضيفا: إنه مهما يكن من سبب للاستقالة، وإلى أين ستؤول، فإنها تعمق المأزق الداخلي، وحالة صراع السلطة التي يعيشها نظام الملالي. وقال القيادي المعارض: إن الاستقالة تشير إلى الإخفاقات والهزائم المتتالية التي مني بها هذا النظام على الساحة الدولية، مشيرا إلى الدور الذي لعبه ظريف على مدى ربع قرن من العملين الدبلوماسي والسياسي في خدمة نظام الملالي، حينما حمل حقيبة الخارجية، ممثلا لنظام ارتكب جرائم وحشية بحق الشعب الإيراني وضد السلام والأمن الإقليمي والدولي. » استرضاء ومداهنة وأكد أفشار أن ظريف مثل سياسة الاسترضاء والمداهنة للغرب وعمل طوال وجوده بوزارة الخارجية على التغطية على عمليات القمع والقتل والنهب في الداخل الإيراني، وكذلك تصدير الإرهاب والتطرف الديني، إضافة إلى تأجيج الحروب والصراعات في المنطقة. وبين أفشار أن السياسة الغربية لاسترضاء النظام الإيراني فشلت بسبب انتفاضة الشعب، وكذلك النشاط القوي للمقاومة على الساحة الدولية، وكل ذلك دفع عهد ظريف إلى نهايته. من ناحيته، أشار عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مهدي عقبائي في تصريح ل«اليوم» إلى أن ما يجري يمثل الصراعات الداخلية في نظام الملالي، وأن الأزمات التي تحيط بالنظام من الداخل والخارج بدأت تضيق الخناق عليه، وتضرب عمق هذا النظام، وجعلت ظروفه معقدة، وتشير استقالة ظريف أيضا، إلى أن الصراعات بين ممثلي العصابات المتنافسة الحاكمة باتت أوضح وخرجت للعلن.