في الوقت الحالي ولأسباب يعرفها الكثير، أصبحت المرأة السعودية تتصدر كل موقع إلكتروني وكل صحيفة عالمية وكل محطة تلفزيونية دولية. وإلى زمن قريب كان كل الحديث عن المرأة السعودية في وسائل الإعلام العالمية يتحدث عن قيادة المرأة السعودية وكأن قيادة المرأة حل لكل معضلة في المجتمع السعودي. ورغم أن قيادة المرأة قد تم الإعلان عنها وتم تطبيقها، إلا أن هناك أمرا بدأ يلوح في الأفق وهو استغلال حوادث فردية لفتاة أو امرأة بسبب سوء في الفهم أو سوء معاملة حقيقية، ويتم تغطية الحدث في كل محطات الأخبار العالمية في وقت الكل يعلم أن هذا النوع من المشاكل يحدث بصورة مستمرة حتى في أرقى الدول التي تتبجح بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل نواحي الحياة. وما هو لافت للنظر أنه وإلى ما قبل سنوات قليلة كان الإعلام في الغرب يتحدث عن المرأة السعودية بصورة مغايرة عما يحصل الآن. فقد سمعنا في السابق من دبلوماسيين ومحليين غربيين ممن عاش في المملكة لمدد طويلة تذكر أن المرأة السعودية بصورة عامة مدللة وتتمتع بأسلوب معيشي خاص. فهي تتمتع باحترام شديد وتعامل يعكس خوفا عليها وحماية لها. وأيضا في البيت مخدومة ومحشومة. وأن الأب في المملكة دائما يميل إلى تدليل البنات ويعتني بهن ويعاملهن معاملة بحنان أكثر من الأبناء. وبالطبع أنا لا أقول هنا بأنه لا يوجد بيوت مفككة أو أولياء أمور قساة لا يعرفون الرحمة. بل بالعكس يوجد منهم الكثير، ولكن السؤال هو لماذا كل قضية مهما صغرت يقوم الإعلام الغربي بتضخيمها وتسليط الضوء عليها. وسمعنا عن فتاة تسافر كثيرا مع أسرتها وبعدها تهرب للمجهول وتقول إنها محجوزة في البيت ولا تستطيع السفر. والأغرب من ذلك هو من يقوم بتداول أمور غير واقعية عن المرأة السعودية. مثل أنها لا تستطيع الدراسة أو العمل بسبب رفض ولي الأمر، رغم أن ولي الأمر للفتاة السعودية يبذل بكل شيء لتتعلم أو تتوظف ابنته. وكذلك لا يخفى على الكثير بأن المرأة السعودية تعتبر من الأكثر فيما يخص امتلاك جواز السفر. وأخيرا.. سمعنا أكثر من مرة في الغرب بأن المرأة السعودية الأكثر دلالا فيما يخص حسن المعاملة.. وبالطبع فالكل يعلم الفرق بين حسن المعاملة والتحرر.