«صنفت الهيئة الأمريكية للحفاظ على الحياة البرية الأسود في أفريقيا والهند ضمن قائمة الحيوانات المعرضة للخطر والانقراض، مشيرة إلى تراجع حاد في عدد هذه الفصيلة من الحيوانات». يعتبر الصيد الجائر العشوائي الذي يقصد النباتات والحيوانات بما يتناقض مع القوانين المحلية والدولية لحفظ وإدارة الحياة البرية صيدا غير مشروع وتُعاقب عليه كافة القوانين الدولية، لما ينتج عنه من تهديد للبيئة، وإخلال لنظامها وتوازنها، وتدمير لمكوناتها الطبيعية، وخصوصاً المرتبطة مع النظام الغذائي، حيث تقوم الحيوانات بالهجرة من مناطق سكنها الأساسية، هرباً مما يهدد حياتها، فيؤثر سلبا على دورة حياتها من حيث منعها من التكاثر والنمو، وبالتالي انقراضها، خاصة تلك التي تتواجد في المناطق النائية، ومن تلك الحيوانات المهددة بالانقراض الأسد الأفريقي. » حيوان اجتماعي الأسد الأفريقي أحد أكبر الحيوانات في فصيلة القطط الكبيرة، ويعتبر أحد أبرز معالم الطبيعة البرية، وهو المفترس الوحيد الذى يعيش حياة اجتماعية كالبشر تماماً، في زمرة تسمى بالعائلة، التى يرعى فيها الأب عائلته وتقوم الأم باصطياد الفرائس ورعاية الأشبال، وتمكنه بنيته وتركيبه الجسماني من فرض سيطرته على مساحة شاسعة من الأراضي التي يتواجد بها، وهكذا يخطو خطواته الأولى نحو الأفضلية والسلطة بين عالم المفترسات. ورغم أننا نشاهده في التلفاز من خلال البرامج البيئية والحيوانية، إلا أنه وللأسف أحد أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض والاختفاء دون غيره من الحيوانات المحيطة به، حيث يُستفاد بشكل كبير من هياكلها العظمية وأجزاء كبيرة من جسدها. » مقتل سيسيل شهدت الفترة الأخيرة من القرن الماضي انخفاضاً كبيرا في أعداد الأسود في القارة الأفريقية، حيث كانت نسبتها تصل إلى أكثر من 100 ألف نوع، فيما لا يتجاوز عددها اليوم 20 ألفا. وعلى الرغم من أنها كانت منتشرة بشكل كبير في أوروبا والهند إلا أن أعدادها انحسرت بسبب أنشطة الإنسان وممارساته للصيد بحجة أنها تشكل خطرا على حياة الإنسان، وكذلك بسبب النشاط العمراني للحركة السكانية. وجرى تصنيف فصيلة أخرى من الأسود تعرف باسم «أسد رأس الرجاء الصالح» تعيش في شرقي وجنوب أفريقيا على أنها مهددة كذلك بالانقراض، وتبينت هذه الكارثة خاصة بعد مقتل الأسد «سيسيل» أشهر وأقدم أسد في زيمبابوي، على يد الطبيب الأمريكي «والتر جيمس»، وقد أفضى هذا الأمر باتخاذ قرار بشأن استيراد وتصدير الهياكل العظمية للأسود، وفرض قيود أكثر صرامة على طالبي رخصة صيدها، حسب ما تقرر من الهيئة الأمريكية للحفاظ على الحياة البرية، جاءت هذه الخطوة استجابة لانخفاض كبير في أعداد الأسود في أفريقيا على مدى العقدين الماضيين، أكثر من كونها ردا مباشرا على مقتل «سيسيل» برغم أن طريقة موته كانت القوة الدافعة للعديد من هذه التغيرات، للمساهمة في عدم انقراض الأسد الأفريقي. » اقتصاد القارة تعتبر الأسود الحية أكثر قيمة دون غيرها، حيث يقبل السائحون على رؤيتها، ففي دولة كينيا التي تقع في شرق أفريقيا يوجد 1400 أسد تقدر قيمة كل منها 3.5 مليون دولار، فيما سيؤدي عدم الحفاظ على الأسود الأفريقية لتدهور السياحة في أفريقيا، وبالتالي تأثر الوضع الاقتصادي في عدد من الدول في غرب أفريقيا، حيث إن السياح الأجانب ينفقون الكثير من المال فقط لرؤيتها كرمز للقارة.