أكد رئيس هيئة النقل د. رميح الرميح، أن مكانة المملكة في مجال النقل العام حاضرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما وأنها بلد بحجم قارة تمتد طرقها بأطوال تتجاوز 68 ألف كلم إضافة لعشرات آلاف الكيلومترات من الطرق الحضرية داخل المدن. جاء ذلك خلال انعقاد مجلس فرع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لورشة عمل بعنوان «من التخطيط إلى التطوير: سُبل تفعيل النقل العام» في جدة التي نظمتها هيئة النقل العام بالشراكة مع فرع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة UITP في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونوه بأن المملكة تعتبر من أسرع بلدان العالم نموا وتوسعا في المدن والأنشطة مصاحبا لذلك حراك اقتصادي وتنموي قوي واستقبال ملايين الحجاج والمعتمرين الذين نعتز بخدمتهم سنويا. » التغيرات والتحديات وأوضح الرميح أن التغيير الكبير الذي بدأ يطرأ على عالم النقل أصبحت سمته الرئيسية السرعة والتقنية ومما لا شك فيه أن هذا التغيير شمل عملية النقل كاملة (علما، واقتصادا، وأنماطا، وتشغيلا، وتخطيطا) وساهم في خلق العديد من التحديات كمنظمين بهيئة النقل العام بالمملكة في أن نكون سباقين في فهم المتغيرات ومجاراتها وأن نكون داعمين للتغيير والتقنية مؤمنين بها وبقدراتها على خلق الفارق في عالم النقل، وأن نحافظ في الوقت ذاته على خدمات نقل عام مستدامة، وانطلاقا من رؤية المملكة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد -حفظه الله- ترى أن النقل بكافة أنماطه معزز لحركة الاقتصاد مسهل لحركة الركاب لاعب أساسي في السلامة وجودة الحياة، ومن هنا جاءت مشاريع المملكة الكبرى والنوعية في مجال النقل العام فمن القطارات التي تربط أنحاء المملكة إلى القطارات السريعة ومشاريع النقل العام المتكاملة العملاقة للمترو والحافلات داخل المدن، والتي صاحبها تطوير للبيئة التنظيمية وتعزيز أدوات ضبط الجودة وتسخير التقنية لتحقيق أعلى معدلات الأمن والسلامة، يسبق كل ذلك إيمان راسخ بأهمية البحث العلمي ونقل المعرفة للحاق بركب التطور سواء لأساليب التنقل الحديث أو لأنماط النقل أو لما هو أهم من ذلك ألا وهو رأس المال البشري الذي يدير كل ذلك. » شراكة المنظمات وفي نفس السياق أكد المتحدث الرسمي لهيئة النقل العام عبدالله صايل المطيري أن الهيئة حريصة على شراكتها مع المنظمات الدولية المتخصصة ومراكز الأبحاث المتقدمة، وذلك لمواكبة كل جديد ولوضع المملكة على خارطة الفعاليات الدولية في هذا المجال، لا سيما وأن صناعة النقل أحد المقومات الرئيسية والمرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمستهدفات الرؤية الطموحة للمملكة 2030، مبينا أن انعقاد مجلس فرع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهذا التجمع الدولي المصاحب في جدة يأتي تأكيدا على ريادة المملكة في مجال النقل في المنطقة. » 16 ورقة عمل من جهته أوضح مدير إدارة تنمية التنقل الجماعي بهيئة النقل العام م. عثمان العثمان أن جلسات الندوة تستعرض أكثر من 16 ورقة عمل تتضمن استعراض نتائج أعمال فرع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعامين 2017 و2018 وخطة عمل 2019 و2020، والأساليب غير التقليدية في مجال النقل، وسبل تفعيل النقل العام على أرض الواقع، وبما يكفل الاستدامة. الجدير بالذكر أن الورشة، إلى جانب ما تتميز به من مشاركة خبراء دوليين، تحظى بمشاركة مختصين وقيادات وطنية من مشروع قطار الحرمين السريع، ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بالرياض، وشركة مترو جدة لإلقاء الضوء على مشروعات النقل العام مثل مترو الكورنيش، والتاكسي البحري، بحضور رئيس هيئة النقل العام د. رميح الرميح، ونائب وزير النقل م. بدر الدلامي، ونائب وزير الطاقة م. خالد المديفر، وبمشاركة واسعة من خبراء محليين ودوليين.