اتفق العالم كله، عدا أذرع الخيانات والتربصات، على أن ثورة الخميني بعد أربعين سنة من حدوثها لم تُنتج سوى الفشل الذريع على كل المستويات. فقر وتخلف في الداخل، وإرهاب وتخريب في الخارج. وبالتالي لم تكن جنة عدن، التي وعد بها مفجر الثورة الإيرانيين سوى نار وقودها الإيرانيون أنفسهم ومن والى نظام الملالي أو أوقعه حظه تحت عباءة هذا النظام. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُنتج الحكم المؤدلج سوى الفساد والتسلط والتقهقر إلى الوراء. يكفي أن تعرف سعر صرف العملة الإيرانية (التومان) وقت الشاة وسعرها الآن؛ لتعرف إلى أي درك وصل الشعب الإيراني المغلوب على أمره بعصا المرشد وترسانات الحرس الثوري. أربعون بالمائة، ويقال ثمانون بالمائة من الإيرانيين تحت خط الفقر، بينما موارد البلاد وثرواتها تصرف على ميليشيات العنف والتقتيل والتهجير في كل مكان. وكل ذلك من أجل ما أسماه الخميني ونص عليه الدستور الإيراني، تصدير الثورة إلى دول المنطقة. استنزف الملالي القدرة الإيرانية، الحضارية والسياسية والاقتصادية، وراء عبث يسمونه تارة نفوذا ويسمونه تارة أخرى استعادة أمجاد دولة فارس القديمة. وهم خلف هذه الشهوات الثورية، الباهظة الثمن، يتراجعون اليوم بعد أن عم السخط كل مكونات الشعب الإيراني بلا استثناء، وبعد أن أدرك العالم أن التساهل مع عبث نظام مؤدلج من هذا النوع لا يهدد دول المنطقة فقط بل يهدد دول العالم كلها. بطبيعة الحال هناك من العرب من اغتر بأماني الثورة الخمينية، وانساق خلف شعارات نصرة المستضعفين ومحاربة الشيطان الأكبر والموت لأمريكا وإسرائيل. ونتيجة لهذا الاغترار وهذا الانسياق وقع هؤلاء وأوقعوا دولهم في شر أعمالها وأوضاعها. انظر فقط إلى الدول التي نبتت فيها الخيانات الموالية لإيران؛ لتعرف حالها ومصيرها مع نظام طائفي من قبيل نظام الملالي في طهران. ما فعلته الثورة الإيرانية ليس سوى الفشل ومزيد من هذا الفشل مع كل يوم يمر على الشعب الإيراني وهو يقبع تحت حكم نظام فاسد في داخله ومنافق في خارجه.