وصلت رسالة في ال«واتساب» في كثير من القروبات كان الهدف منها بحسب تفكير مرسلها مجهودا مشكورا لكسب الأجر، لكن للأسف كان المجهود خاطئا، فأساء للأسرة نفسيا واجتماعيا، فالألم النفسي والتأثير السلبي الذي أوجده هذا ال«واتساب» في نفوس الأسرة كان كبيرا أكبر من هدف المرسل والذي قصد به استدرار عطف وشفقة الناس لمساعدة الأسرة. أظهر هذا ال«واتساب» حاجة الأسرة المادية بأسلوب غريب ومهين جدا، ذكر أن الأم عرضت استعدادها ليتبنى الغير أولادها، أعز ما تملك بل أعز من حياتها، مجهود أحمق أراد أن ينفع فأضر، وبسوء تصرف ذكر للأسف اسم الأم الصريح وكذلك اسم الأب ورقم هاتف المنزل. كنت من ضمن من اتصل بالسيدة المصون الموقرة للمساعدة، لا للتبني!!، لم أستغرب عنف السيدة وعصبيتها الزائدة وهي ترد وبصوتها الجريح المضطرب قالت: من الذي أفهم الجميع أني أنوي أن أتخلى عن أبنائي أو أطلب من أحد تبنيهم؟! يا ناس حرام عليكم هذا كلام يعذبني ويعذب أباهم ويدمر أولادي، عندهم امتحانات، صدمة كهذه كيف سيتحملونها عندما يصل صدى هذا ال«واتساب» إليهم؟! لست بحاجة لشفقة أحد ولم أطلب مساعدة من أحد! والهاتف لا يصمت!! هذا موقف واحد من مواقف سلبيات ال«واتساب» المزعجة ناهيك عن التخصص السيئ في نشر الشائعات المغرضة، ومما يزيد الأمر سوءا عبث المتلقين الذين يتسابقون لإعادة نشرها وتناقلها بدون أدنى تفكير في الضر الذي سيصل للآخرين. انشر.. انشر.. فقط وبدون التفكير في العواقب. ويا للعجب حتى الطلاق والتهديد بالطلاق أصبح على ال«واتساب» عسى أن تصدر أحكام قضائية ضد كل من يستخف بالطلاق، وبالذات عبر الوسائل التقنية الحديثة، وفي مقدمتها ال«واتساب» وعسى أن تكون أشد العقوبات الرادعة، لصد كل من يتساهل فيهما. ال«واتساب» وسيلة تواصل إيجابية لماذا يساء استخدامها بهذا الشكل؟! أساء لها العابثون فجعلوها وسيلة توتر للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد، حتى الطلبة استغلوها لانتقاد المعلمين ووصلت تفاهة بعضهم لحد الشتم بكلمات بذيئة ورسوم مسيئة للمعلم وهيئة التعليم. الاستفادة من إيجابيات ال«واتساب» كبيرة وتسخيرها في تقوية الروابط الاجتماعية وتعميقها وارتقائها وتحقيق الأهداف النبيلة منها عامل رئيس يجمع الأسر والأصدقاء والمعارف وغيرهم في بيئة اجتماعية الكترونية واحدة، مناسبة لتبادل أخبار العائلة والأقارب والأصدقاء ومناقشة القضايا الهامة والآراء وتبادل المعلومات وفي كل المجالات. يكفي أنه استطاع بإيجابياته تواصل العائلات المجاني بأبنائهم المبتعثين في مختلف دول العالم، إيجابيات بعيدة عن التفاهات والتسلية غير الهادفة وإضاعة وإهدار الوقت في غير المفيد كما يفعل بعض من شذ عن القاعدة وأساء لإيجابيات ال«واتساب» فحولها لسلبيات، فكان المتضرر الأول من سلبياتها والخاسر الأول لإيجابياتها. اعتذر من السيدة الفاضلة وأسرتها الذين أُسيء لهم بتصرف أحمق.