ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي المقام في القاهرة، والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، يتنافس العرض المسرحي الإماراتي «ليلك ضحى» مع العرض الأردني «جنونستان» علي جائزة الشيخ السلطان بن محمد القاسمي. ويشتبك عرض «ليلك ضحي» مع المجتمع العربي بكل ما يحمله مع آمال وطموحات و مشكلات، ويفجر فى نهايته إشكالية مغايرة عن تلك النهايات الشاعرية من انتصار للخير على الشر أو فيما يسمى اصطلاحا بالعدالة الشعرية. وقال كاتب ومخرج العرض الفنان غنام غنام خلال المؤتمر الصحفي: إن العرض يطرح قضايا تتعلق بالإرهاب الذى تمارسه الجماعات المتطرفة على الآمنين فى كل مكان، وأشار إلى أن النص يمشي في حقل ألغام، إلا أنه يمشي بدقة، ويحوم حول تلك الألغام الموقوتة دون أن ينفجر فيه أحدها. وعن قصة المسرحية قال غانم: إنه توقف كثيرا لتأمل ظاهرة الإرهاب وفكر في كيفية تقديمها ومواجهتها فنيا، حتى سنحت له الفرصة حينما قرأ خبرا في إحدى الجرائد حول انتحار زوجين سوريين قبل دخول داعش بلدتهم، هربًا من الأسر وإنقاذا للزوجة من الاغتصاب، وقبل وفاة الزوج كتب رسالة تشرح أسباب الانتحار، ومن هنا كانت بداية قصة العمل المسرحي وتم إنجازه خلال عام واحد، وكانت المفاجأة أن النص فاز بالجائزة الأولى مناصفة في مسابقة الكتابة بالأردن. أما عرض «جنونستان» فقال المخرج الأردني حكيم حرب: إن عرضه يتحدث عن دولة افتراضية خيالية، تمتلئ بالفساد والديكتاتورية، تقدم من خلال الكوميديا السوداء، موضحا أن القضاء علي الفاسد يكون بتغيير ثقافتنا، وبمحاربة الديكتاتور والفاسد الموجود داخل كل واحد فينا. وأوضح حكيم أنه تأثر عند كتابة نص «جنونستان» بنص كاليوجولا لألبير كامي، ويوليوس قيصر لوليم شيكسبير، غير أنه حول هاتين المأساتين إلى كوميديا ساخرة، مشيرا إلى أنه استعان بأشكال المسرح الشعبي، والظواهر المسرحية التي سبقت الدراما في بدايات المسرح العربي، مثل الأراجوز، والحكواتي، وخيال الظل، وأغاني الشيخ إمام. وأضاف حرب أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة الأردنية، وأنه يضاف إلى الكثير من العروض التي قدمتها فرقة رحالة التي أسست في بداية تسعينيات القرن الماضي، والتي حصلت على الكثير من الجوائز في أكثر من مهرجان عربي.