يوم حزين عاشته أسرة الطفل بدر العمري، فبدلا من أن تعيد الحافلة المدرسية الطفل ذي ال 6 أعوام حيا وهو يحمل تفاصيل مغامرات يومه الدراسي، وما تعلمه من حروف الهجاء كي يرويها لوالديه، أعادته ذات الحافلة إلى منزله لكنه جثة هامدة، بعدما قام سائقها بدهسه، ليسجل اسمه ضمن سلسلة المتوفين بسبب أخطاء الحافلات المدرسية المتكررة. فيما شيعت، يوم أمس، جموع غفيرة جثمان الطفل المتوفى وتمت الصلاة عليه بجامع الملك فهد في إسكان مدينة الخبر، ثم دفنه بمقبرة الثقبة، وإقامة مراسم العزاء بحي العزيزية. » يوم حزين كان يوم الأربعاء الماضي يوما غير عادي على عائلة الطفل بدر العمري التي استقبلت النبأ بحزن شديد، إذ قال شقيقه الأكبر عبدالله: إن الواقعة حدثت يوم الأربعاء الماضي، في الوقت الذي كان الحضور للمدرسة قليلا، واضطرت إدارة المدرسة إلى إخراج الطلاب لمنازلهم. وأضاف: «سائق الباص الأجنبي، لم يتنبه لمرور شقيقي -رحمه الله- من أمام الحافلة وهو متوجه إلى المنزل، ما تسبب في دهسه، ثم نقله إلى أقرب مستشفى لمحاولة إسعافه لكن كان القدر أسرع». » نزيف حاد وأوضح عبدالله، أن شقيقه «المتوفى تعرض لنزيف حاد وكسور في الرأس والرئتين والكبد، وتم نقله لأقرب مستشفى في محافظة حفر الباطن، إذ تدخل الجراحون ولكن بدأت تتدهور حالته. وقال: وصلنا أمر إخلاء من الجهات المسؤولة بعد تدخل أمير المنطقة الشرقية ونائبه -حفظهما الله-. وأضاف: تم الإخلاء إلى الرياض، إذ فوجئنا بأن التقرير المرفوع من المستشفيات بحفر الباطن لم يكن مكتملا، فيما مكث شقيقي بدر يومين، لكن وافته المنية. وأكد أنه تلقى اتصالات من إدارة التعليم لمواساته وللتأكيد على متابعة المتسبب في الواقعة. » دراسة المشاكل بدوره، أوضح المواطن عبدالله مظهور الغضيب العنزي، أنه من المؤسف أننا ما زلنا نسمع بين كل فترة وأخرى عن حالات مثل حالة الفقيد الطفل بدر العمري الذي ذهب ضحية دهس، وقال: من المدهش أننا نتفاعل كثيرا وقت وقوع الحدث ونشغل مواقع التواصل والإعلام وكل يدلي بدلوه ونذهب إلى تجريم هذا وعدم اهتمام ذاك، ولكننا نتجاهل كثيرا الحلول لتلافي مثل هذه المشاكل. وأضاف: على كل جهة سواء حكومية أو أهلية أن يكون لديها فريق من ذوي الخبرة لدراسة المشاكل المتتالية، ووضع الحلول والتوصيات اللازمة والأخذ بها حتى نتلافى الأخطاء ونصحح المسار ونعمل على تهيئة كوادر تسير بالعمل والإنتاج بطريقة سليمة. » حركة مرورية أما المواطن نايف السعيدي، فذكر أن تواجد الأمن في المدارس الحكومية أصبح أمرا ملحا وضروريا؛ لترتيب الحركة المرورية أثناء خروج الطلاب وخاصة في المراحل الابتدائية؛ لسلامة الطلاب الصغار والمحافظة على خروجهم وفك الزحام الحاصل أمام المدارس وما يصاحبه من عشوائية من وقوف خاطئ من بعض أولياء أمور الطلاب، الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية هو إيجاد مكان مخصص للحافلات بعيدا عن المركبات الأخرى؛ لتجنب الفوضى والزحام ولمبدأ السلامة قبل كل شيء. وقال: ومن الأخطاء التي شاهدناها وربما تكون سببا في وقوع الأحداث المؤسفة هي حصر مسؤولية المدرسة داخل المدرسة فقط وكأن المدرسة غير مسؤولة عن الطلاب أثناء خروجهم وهذا مخالف. » مشكلة مرحلية من جانبه، أوضح رئيس اللجنة اللوجستية في غرفة الشرقية بندر الجابري، أن الدولة قامت بعمل مشروع تطوير للتعليم لنقل الطلاب، وتم إرساء مناقصات المشاريع على المستثمرين في مختلف المناطق (الشرقية، والغربية، والوسطى، والشمالية)، من أجل نقل الأبناء من طلاب وطالبات من وإلى المدارس. وأكد أن البنية التحتية للمدارس، وعدم تأهيل المواقف لخروج الطلاب والطالبات هي مشكلة مرحلية، وستكون لها حلول مستقبلا. وقال: «جميعنا على ثقة بدراية إدارة التعليم، ونحن جاهزون في اللجنة اللوجستية بالغرفة لدعمهم بحلول سريعة وحلول على مدى بعيد، موضحا أن هذه الخدمة لم تكن موجودة قبل 10 سنوات ماضية، وتحتاج إلى عمل في البنية التحتية لمواقع المدارس.