في مقال سابق عن الاستقطاب المناطقي ذكرت أن من المهم أن يكون هناك صلاحيات لإمارات المناطق في قرارات التوظيف الخارجي لفروع الجهات العامة الخدمية في مناطقهم، وإضافة لذلك تكون هناك صلاحيات لترقية موظفي الجهات العامة الخدمية المميزين في المنطقة، ويتم اعتماد «بند الكفاءات» لإمارات المناطق كما هو الحال في بعض الوزارات. في هذا المقال سأتوسع بالكتابة عن أهمية دور إمارات المناطق الإدارية في المملكة في هذا التوجه من خلال تأسيس «مركز إعداد قادة المنطقة» بهدف تجهيز القادة الحاليين وقادة المستقبل «الصفوف الثانية والثالثة» بالمنطقة تماشيا مع رؤية المملكة في تطوير القيادات السعودية لتمكينهم من تحقيق رؤية المملكة وفقا للمستهدفات التي تم الإعلان عنها. ارتباط هذا المركز بإمارات المناطق يعتبر الأساس لنجاحه في تحقيق الأهداف المأمولة منه، وسيكون له تأثير كبير على العديد من المؤشرات المعتمدة في برنامج «جودة الحياة»، وبذلك ستكون التحسينات المستهدفة على المناطق بشكل أسرع وأكثر مرونة، وهذا ما دعاني لربطه بإمارات المناطق الإدارية في المملكة. بلا أدنى شك تعمل إمارات المناطق على متابعة جميع الخدمات المقدمة لسكانها سواء «مواطنين أو مقيمين»، ونجد هناك دعما غير محدود في تسهيل أي معوقات قد يواجهها سكان تلك المناطق بإشراف مباشر من إمارة المنطقة، وحرصا مستمرا على تطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين من سكان المنطقة أو زوارها، وهذه المسؤولية تأتي من الحرص المستمر من حكومة المملكة على رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد «حفظهم الله»، وكل ما تم ذكره يرتبط بوجود «كوادر قيادية مؤهلة» تعمل على خدمة المستفيدين. وجود مثل هذا المركز بإشراف إمارات المناطق سيعزز من مفاهيم القيادة وذلك من خلال برامج ومبادرات استثنائية في القيادة وفقا لأفضل الممارسات العالمية، وسيساهم في تأسيس صفوف قيادية مطلوبة للمرحلة القادمة المرتبطة في النمو والازدهار على كافة الأصعدة، وسيكون المركز مسؤولا عن تحديد المعايير التي تقاس بها عملية التعيين والترشيح لأي منصب سواء كان منصبا ثابتا أو مجلسا معينا أو حتى لجنة من اللجان المعتمدة في المنطقة بالاعتماد على مواصفات ومعايير مهنية واجتماعية يراعى فيها تراكم الخبرات الفنية والإدارية والتوازن والقيادة بالرؤية. عملية صناعة القيادات يجب أن لا تقترن بمرحلة معينة أو حدث معين، بل تعتبر عملية مستمرة ومتواصلة تزامنا مع رؤية المملكة، ولذلك أتمنى خلال الفترة القادمة أن نشهد نموذجا مميزا وفريدا في القيادة لمنطقة إدارية بالمملكة، وذلك بتطوير قادة جميع الجهات الخدمية والمنافذ المهمة فيها من خلال برامج قيادية مستهدفة يُشرف عليها«مركز إعداد قادة المنطقة» حتى نصل لوجود تلك المنطقة في مصاف المناطق الريادية العالمية في عملية تطوير القيادات. وجود«مركز إعداد قادة المنطقة» بهدف تجهيز قادة المستقبل بالإضافة إلى«منصة للكفاءات» على مستوى المناطق الإدارية بالمملكة للكوادر المحلية المميزة في مختلف التخصصات للرجوع إليها عند الحاجة سيعود بالنفع على المناطق والمجتمع بشكل كبير، وسيساهم في التحول من المنهج التقليدي «القادة والأتباع» إلى المنهج الحديث«التطوير والإبداع» بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الابتكار. ختاما: كوجهة نظر شخصية أرى أنه من المهم أن يكون هناك رؤية خاصة مناطقية لكل منطقة إدارية في المملكة، وتنبثق أهداف تلك الرؤية المناطقية من رؤية المملكة بتوافق وتماش مع برامج الرؤية المعلن عنها، وبذلك سنرى إبرازا للميز التنافسية التي تمتلكها كل منطقة في المملكة بشكل أكبر وأوسع.