لا يكاد يمر اسم جزيرة تاروت بمحافظة القطيف إلا ويتم الإشارة إلى قلعتها التاريخية التي تعتبر من أهم المواقع التي يقصدها زوار المنطقة؛ لما تحمله من عمق تاريخي، يحمل العديد من القصص والروايات الحضارية، خصوصا وهي محاطة حاليا بأسواق ومقاه شعبية ساعدت الزوار في الحصول على الكثير من المعلومات حول تاريخ بنائها وأبرز المواقع التاريخية التي حدثت فيها. » تاريخ القلعة أشارت الباحثة في الآثار والمتاحف لطيفة المغنّم إلى أن قلعة تاروت واحدة من القلاع الساحلية الهامة التي ساعدت في أمن واستقرار المحافظة في فترات تاريخية سابقة، وقالت: قبل الحديث عن تاريخها لا بد أن نتحدث عن تل تاروت الذي أقيمت عليه القلعة، والذي يعود تاريخه إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، أما القلعة فقد ذكر بعض المؤرخين أنها بنيت في عهد الدولة العيونية، فيما أكد مؤرخون أن تاريخ بناء القلعة يرجّح بين عامي 1521 و1525م بواسطة البرتغاليين لتحميهم من هجمات العثمانيين، ولكن بعض هؤلاء المؤرخين يعتقدون أن وجودها جاء في زمن القرامطة، حيث أصبحت القلعة إحدى النقاط الدفاعية البرتغالية في الخليج العربي أثناء الاحتلال البرتغالي للخليج العربي. ولفتت إلى أنه يقال إن القلعة أقيمت على معبد إله الفينيقيين عشتاروت أو عشتار وقد يكون اشتق اسم جزيرة تاروت منها، فيما يقال إن الملكة عشتار - إحدى ملكات الدولة السومرية - التي طردها الملك جلجامش من بلاد ما بين النهرين قد قامت ببناء معبدها تحت تل القلعة. » تسمية تاروت ظهرت كلمة تاروت لأول مرة في نقوش بالخط المسماري في بلاد سومر وذلك قبل 5000 سنة في إحدى مناطق جنوبالعراق، ورمزت بنجمة ثمانية إشارةً إلى كوكب الزهرة، وانتقلت إلى الأكيديين فسموها «عشتار»، وأطلق عليها أيضا عثار و«عشتروت»، لكنها عرفت قديما في الجزيرة العربية باسم «تاروت». » تخطيط القلعة واستطردت: جاء تصميم القلعة متماشياً مع طبيعة التضاريس، فكان مخططها الداخلي بيضاويا غير منتظم، وهي محاطة بسور خارجي عريض مشيد بالطين والجص وحجارة الفروش - حجارة بحرية كانت تستخدم في البناء وتدعيم وتقوية المباني -، القلعة مدعمة بأربعة أبراج مخروطية الشكل، وتحتوي على بئر لتخزين الماء في حال حدث حصار لها، حيث إن القلعة لا تحتوي على مصدر مائي في داخلها. » عمق حضاري وعن موقعها الجاذب للسياح، أشارت إلى أن القلعة تقع وسط غابة من النخيل وعلى مرتفع صخري، يعد الأعلى من بين المرتفعات في منطقة القطيف، جعل من القلعة محط جذب للسياح وللمهتمين بالتاريخ والآثار. » مقتنيات أثرية ومن الآثار التاريخية والتراثية التي وجدت في القلعة تظهر أساسات المعبد القديم عشتاروت بكل وضوح تحت مبنى القلعة، حيث يوجد بجوارها العديد من الخرائب الأثرية القديمة مثل عين تاروت وعين العودة، كما تم العثور على عدد من المقتنيات الأثرية المهمة، ومنها: الذهب الخالص ل«عشتاروت»، بجانب عدد كبير من الأواني النحاسية والفخارية والأسلحة التقليدية، كما توجد فيها أنقاض لمستوطنات سابقة يعود أقدمها إلى 5 آلاف سنة مضت. » ترميم القلعة قامت هيئة السياحة والتراث في المنطقة الشرقية بإعادة ترميم قلعة تاروت التاريخية بأساليب وطرق حرفية، فيما سيتم افتتاحها قريبا للزوار، وذلك بعد أن يتم الانتهاء من تطوير وتأهيل المنطقة المحيطة بها لتكون وجهة سياحية متكاملة.