خطورة ظاهرة الإرهاب واقع وليست حالة وقتية تعاني منها دول العالم، وصارت قضية الإرهاب قضية العالم الأولى وما نعاني منه من ويلات الإرهاب وخاصة ما نشهده اليوم في الدول العربية من أناس جامدي الفكر ولديهم شدة في التعامل والاندفاع والعنف والجهل بالدين. ومن أخطر أنواع الإرهاب هو الإرهاب الفكري لأنه يربي الشخص على الولاء المطلق لما يؤمن به الشخص ويعتقده من أفكار، وأخطر ما في هذا النوع أنه يلغي وجود العقل، من طبيعة المجتمعات أن تتسم بالتعددية في أعراقها وألوانها وأديانها وآرائها ومن طبيعة التعددية ألا تكون حكرا على فرد واحد يسيرها كما يهوى ويرى. ويعد الإرهاب الفكري خروجا عن هذه الفطرة عندما يعمل على فرض آرائه ومعتقداته دون حوار أو مناقشة تخالف ما هو عليه ولهذه الأسباب نجدهم يقومون بأفعال تهز عرش الرحمن الرحيم، ومن الأفعال الكذب والخداع وسفك الدماء والخراب والتشويه والتعذيب والتخريب وبث الرعب والخوف في قلوب الآمنين، والتلذذ بسفك الدماء وتشريد الأسر عن أوطانهم والدمار بإخوانهم المسلمين، يقوم بهذه الأفعال من يدعي أنه على منهج الإسلام والإسلام منهم بريء أحرقوا قلوبا وأدمعوا عيون أطفال ونساء وكبار سن وأحزنوا قلوبهم. أو لم يقرؤا أو يسمعوا أو يشاهدوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) ألا يقرؤون قول الحق تبارك وتعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). ما تبين لهم أن الله ما أرسل محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلا رحمة للعالمين، ليس فقط للمسلمين، أولم يأتهم خبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قابل الأذى بالإحسان وكيف عاملهم بالخلق العظيم وقال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء). لا ريب أن هذه الفئات الضالة الفكر يوظفون النصوص القرآنية توظيفا منحرفا عن طريق الرشاد، وهذا يأتي من الانحراف الفكري الذي يجعل الفرد لا يفكر بعيدا عن هذا لأنه لا طاعة إلا في معروف ولا طاعة في معصية، وفي هذا القول دعوة إلى إعمال العقل واستقلال الشخصية في معرفة الحق والباطل بعيدا عن الفكر الإرهابي المنحرف الذي هز حياة الناس الآمنة، وأربك حياة الكثير من الأسر وأفقد المجتمعات استقرارها الأمني وتقدمها الحضاري. يجب أن يكون هناك موقف حاسم ضد هذه الأفكار الإرهابية المنحرفة، وقيام الجميع بدوره لتوعية أبنائنا وشبابنا ولله الحمد أيضا بفضل الأجهزة الأمنية ودورها البارز بالقضاء وتتبع هؤلاء الفئات. ولا ننسى الدور الأساسي والأهم من المجتمع بجميع فئاته وأن يكون المجتمع واعيا فهو أقوى سلاح في حرب الإرهاب الفكري.