يستخدم بعض المعلمين والمعلمات - منذ القدم - أسلوب حكي القصص في تعليم الطلاب والطالبات المهارات، وإكسابهم القيم، معتمدين على الأسلوب الشفهي في نقل المعرفة وتبادلها، وهو أسلوب ممتع مؤثر. وبدخول التقنية في التعليم تطورت القصص من قصص شفهية أو ورقية إلى قصص رقمية، أي حكايات تحتوي على الصوت والصورة الثابتة والمتحركة. وهذا ما جعل للقصص الرقمية دورا فعالا في العملية التعليمية. وذلك بتوظيف الوسائط الغنية بالمثيرات السمعية والبصرية. ويعتبر كين بيرنز Ken Burns هو أول من قدم فكرة حكي القصص الرقمِية، وذلك عند حكي قصص الحروب الأهلية في أمريكا وقد استخدم في هذا: السرد، والصور الأرشيفية، والمؤثرات السمعية والمرئية، لتجسيد ذلك الحدث المأساوي في تاريخ ذلك البلد. حدد سين بوفالا Buvala، S. في كتابه (How to Tell Story؟)، عشر خطوات لكتابة القصص وحكيها: (1) اتخاذ قرار بإنتاج القصة: وذلك من حيث فكرتها، وموضوعها، وعنوانها. (2) تجزئة القصة إلى خطوط عريضة، وذلك من حيث الأحداث التي تمكنك من تذكر حلقات القصة. (3) كتابة القصة في نوتة: من حيث استخدام الورقة، وقلم الرصاص، والبدء في كتابة القصة بكلماتك الخاصة، لا تنسخ القصة، بل أعد كتابتها بكلماتك الخاصة. (4) رسم القصة في ستوري بورد Storyboard، تماما مثل: الرسوم الفكاهية المرسومة باليد. (5) الحكي التجريبي للقصة: من خلال البدء في حكي القصة لنفسك بصوت عال وبكلماتك، ومن خلال النظر إلى نوتة القصة. (6) التفكير العميق في القصة: من حيث هل توجد أجزاء يجب حذفها أو إضافتها، ثم نفذ التعديل اللازم على ستوري بورد. (7) وضع الملاحظات على لوحة القصة المصورة: ثم احكِ القصة لنفسك في عدة مرات. مع الاحتفاظ بالحكي بصوت عالٍ وبكلماتك، وبإيماءتك، وبصوتك. (8) حكي القصة على زميل: وذلك من خلال البحث عن صديق لك، ثم قم بحكي القصة عليه، لا تستخدم في ذلك النوتة ولا ستوري بورد. (9) إضافة المشاعر على القصة: وتأتي هذه المرحلة عندما تصل ثقتك في القصة إلى الوضع المقبول، ابدأ التفكير في المشاعر المطلوب إظهارها في صوتك وفي صورتك أثناء الحكي، ثم استخدم هذه المشاعر في حكي القصة. (10) حكي القصة على المستمعين: وذلك عندما يحين وقت عرض قصتك، كن على ثقة، انظر إلى مستمعيك، تحدث بوضوح، وببطء، واستمتع بتجربة القصة. واستخدام إستراتيجية القصص في التعليم ليست جديدة، فهي أسلوب رباني نجده في القرآن الكريم، كما قال تعالى {نحنُ نقُصُ عليك أحسن القصصِ بِما أوحينا إِليك هذا القُرآن} سورة يوسف (3) كما شهدناه في البيان النبوي، الذي كان يستخدم القصة لتأكيد الأحكام والقيم التي يري غرسها في النفوس، فمثلا كان يكفي أن يوصي النبي بالعطف على الحيوان، لكنه يورد ذلك من خلال قصة حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجُل يمشِي بِطرِيقٍ اشتد عليهِ العطشُ، فوجد بِئرا، فنزل فِيها فشرِب، ثُم خرج فإِذا كلب يلهثُ يأكُلُ الثرى مِن العطشِ، فقال الرجُلُ لقد بلغ هذا الكلب مِن العطشِ مِثلُ الذِي كان بلغ مِنِي، فنزل البِئر فملأ خُفهُ ماء، ثُم أمسكهُ بِفِيهِ حتى رقِي فسقى الكلب فشكر اللهُ لهُ فغفر لهُ» قالُوا: يا رسُول اللهِ وإِن لنا فِي هذِهِ البهائِمِ لأجرا؟ فقال: «فِي كُلِ كبِدٍ رطبةٍ أجر)) أخرجه البخاري (6009)، ومسلم (2244). بذلك يمكن للمعلم والمعلمة أن يحققا دمج التقنية في التعليم، وتوفير بيئة تعلمية فاعلة، تعزز النمو الفكري والشعوري للمتعلم، وتزيد من خبراته ومعلوماته بأسلوب ممتع وهادف. فمن سيخوض تلك التجربة؟