عبرت احتجاجات «السترات الصفراء» بتأثيرها حدود فرنسا لتمتد إلى دول أوروبية أخرى مثل هولندا وبلجيكا والنمسا وصربيا وهنغاريا. ومن المتوقع أن يمتد تأثير التظاهرات الفرنسية إلى الاتحاد الأوروبي بأكمله خلال العام الحالي الذي دخل يومه الثاني من شهره الأول، وهو الأمر الذي بات المسؤولون الأوروبيون على دراية كاملة به خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفعهم للتواصل بشكل مكثف مع باريس للوقوف على مستجدات الموقف. » حركة شعبية والملاحظ على تظاهرات «السترات الصفراء»، أنها بدأت واستمرت من دون زعامات أو قيادات تنظيمية، وانتشرت الدعوة المطلبية والترتيب لها عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وبدأت الاحتجاجات في إطار حركة شعبية جاءت كرد فعل على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون زيادة الضرائب على الوقود. وبدأت الاحتجاجات والمظاهرات بشكل خجول في مايو الماضي، لكنها زادت قوة وحدة في 17 نوفمبر، قبل أن تنتقل إلى بعض المدن البلجيكية والهولندية. » نحو أوروبا وفي أوائل ديسمبر المنصرم، انتقلت عدوى السترات الصفراء إلى بروكسل، حيث اتسمت المظاهرات بالعنف من قبل المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة، بينما ردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه، واعتقال العشرات. وفي الفترة نفسها، امتدت التظاهرات إلى هولندا، وارتدى المتظاهرون السترات الصفراء، وجاءت التظاهرات احتجاجا على الأوضاع المعيشية في البلاد. وبعد أيام قليلة شهدت صربيا احتجاجات مماثلة، شملت أفرادا ارتدوا السترات الصفراء أيضا. أما في ألمانيا، فقد خرجت تظاهرات لليمين المتطرف رفضا لسياسة الهجرة، وكان بعض المتظاهرين يرتدون سترات صفراء، والاختلاف هنا أنها لم تكن احتجاجات لأسباب معيشية كما هو الحال في الدول الأخرى. » أكبر تحدٍ وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية، اعتبرت أن احتجاجات «السترات الصفراء»، تشكل أكبر تحدٍ لرئاسة الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون، وقالت: إن أوروبا تنظر لما يحدث في عاصمة النور وهي تحبس أنفاسها؛ لأنها تدرك أن ما يحدث سيكون له بالغ الأثر على كافة أرجاء القارة العجوز. وأوضحت الصحيفة أن فرنسا ليست الوحيدة التي تأمل أن تسفر تنازلات «ماكرون» المتعلقة بالضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور عن احتواء أعمال العنف والشغب والاحتجاجات المناهضة للحكومة، والتي عجت بها الشوارع الفرنسية خلال الشهر الماضي بشكل زعزع استقرار البلاد.