لم يمنع النقاش الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصحاب “السترات الصفراء” من العودة للاحتجاج في مختلف المدن، حيث احتشد المتظاهرون للسبت ال13 على التوالي في الشوارع والميادين، وسط مخاوف متجددة من حدوث أعمال عنف. وافادت وكالة الأنباء الفرنسية بان مئات المحتجين تجمعوا قبيل الظهر بباريس في جادة الشانزيليزيه؛ حيث انطلقت مسيرة باتجاه شان دو مارس عند “برج إيفل” فيما أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع على متظاهري “السترات الصفراء” في شوارع العاصمة الفرنسية باريس. ويأتي تواصل احتجاجات حركة “السترات الصفراء” في مقابل مظاهرات أصحاب “الأوشحة الحمراء” في إطار “مسيرة جمهورية دفاعاً عن الحريات” من أجل إسماع صوت “الأغلبية الصامتة” والدفاع عن “الديمقراطية والمؤسسات”. وكانت حركة “السترات الصفراء” أطلقت دعوات الأسبوع الماضي عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للتظاهر من أجل “وضع حد للقوة المفرطة التي تستخدمها الحكومة لإسكات الاحتجاج”، وإلى أن يجلبوا “ضمادات للعين وغيرها وتلطيخ ستراتهم الصفراء بالأحمر”، في إشارة إلى الدم. وانحسر عدد المحتجين في الشوارع السبت الماضي إلى 58600 في كامل فرنسا، بحسب وزارة الداخلية.. لكن منظمي التظاهرات أكدوا أن عددهم كان 116 ألفاً يذكر أن احتجاجات “السترات الصفراء” انطلقت في منتصف نوفمبر 2018، بسبب ارتفاع الضرائب على الوقود التي ألغيت نتيجة للتظاهرات التي تحولت منذ ذلك الحين إلى احتجاجات ضد الحكومة بشكل عام. وكانت الانقسامات ضربت صفوف حركة “السترات الصفراء” الاحتجاجية في فرنسا، إذ عارض بعض أعضائها المشاركة في الانتخابات الأوروبية تحت اسم “تجمع المبادرة الوطنية”.. وبرر هؤلاء معارضتهم بأنهم انخرطوا في المظاهرات لمطالب اقتصادية وليس للتحزب والانتقال لفعل سياسي، وذلك في وقت أظهرت فيه استطلاعات رأي تحسن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.