ما زالت المرأة السعودية في هذا العهد الميمون الزاهر تحقق سلسلة من النجاحات والإنجازات الباهرة في مختلف العلوم، وبفضل الله وتوفيقه ثم بفضل الدعم اللا محدود من الدولة فإنها برزت في عدة مجالات وميادين تنموية لتشاطر الرجل في سعيه وأنشطته وتشارك معه في نهضة هذا الوطن المعطاء وبنائه، فهي تمثل نصف المجتمع وعليها تحمل مسؤوليات لا بد أن تتحملها لتسريع وتيرة التقدم في بلادنا الآمنة المطمئنة المستقرة عطفا على اتخاذ الخطوات الواثبة لترجمة فعاليات رؤية المملكة الطموح 2030. ومن بين الطاقات الواعدة المشاركة في التنمية، السيدة السعودية زهراء الصفار المتخصصة في علم البحار بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، حيث حصلت من هذه الجامعة على المركز الأول عن بحثها في بيولوجيا البحار لأفضل عرض لملصقة علمية في المؤتمرالأوروبي للعلوم الحيوية البحرية، والذي شارك فيه العديد من الأشخاص من مختلف البلدان، وقد مثلت الصفار المملكة في هذا المؤتمر، وقد اختص البحث الذي قدمته بالبيئات البحرية المتواجدة في البحر الأحمر بالمملكة، وأنواع الكائنات التي ما زالت موجودة فيه، وقد نال البحث الذي طرحته الصفار في المؤتمر إعجاب المشاركين وافتتانهم بما تزخر به تلك البيئة الرائعة والمتميزة. ومن المعروف أن تلك البيئة البحرية ذات حرارة مرتفعة ومياه بحرها مالحة، إلا أن بها كائنات حية ذات أنواع لا تتواجد في كثير من البحار، والبحث الذي قدمته الصفار يتمتع بأهمية خاصة نظير طرحه معلومات حيوية لم تكن متوافرة من قبل، وتؤكد أن مجتمعنا يرتبط بالبحار منذ أزمان قديمة. والصفار التي حصلت على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من جامعة الملك فيصل بمحافظة الأحساء وابتعثت إلى الخارج لإكمال دراستها حول علاقة الكائنات بالبيئات البرية والبحرية، حيث حصلت على درجة الماجستير من جامعة «ولونجونج» الأسترالية، ودعتها جامعة الملك عبدالله لإكمال دراستها في علم البحار، هذه الطاقة المبدعة تؤكد أهمية طموحات المرأة السعودية نحو تحقيق أهدافها وغاياتها في ميادين علمية عديدة. دراسة علوم البحار وعلاقتها بالبيئة هي من الدراسات النادرة التي كان لا بد من الاهتمام بها، فالرؤية المستقبلية للمملكة لم تترك جانبا من جوانب التنمية إلا أشارت إليه ضمن بنودها العديدة، والاهتمام بالنواحي البيئية ذات العلاقة بالبحار تدخل ضمن أطر تلك الرؤية ومقتضياتها ومسلماتها لتغدو واحدة من نواح مختلفة سوف يكون لها الأثر البالغ في دفع مراحل التنمية بالمملكة إلى آفاق جديدة وضعت شبابنا من الجنسين أمام مسؤولياتهم الكبرى لتحمل أعباء النهضة القادمة الواعدة. الصفار واحدة من تلك الطاقات التي يعدها الوطن لتقديم ما يمكنهم تقديمه من عطاءات في شتى ضروب العلم والابتكار لتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه من مستويات نهضوية يتوق إلى الوصول إليها كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء، ولا شك أن لدعم الدولة المتواصل لسائر تلك الطاقات فضله بعد فضل رب العزة والجلال فيما تحقق ويتحقق من إنجازات.