يستشف من الأوامر الملكية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حول تعيينات بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة النقل ووزارة الخدمة المدنية وجامعة حفر الباطن وغيرها من المرافق، حرصه على ضخ دماء شابة جديدة ومؤهلة لادارة دفة تلك المرافق كعملية صائبة وسديدة لاستشراف المستقبل الأفضل للمملكة، وهي تترجم تفاصيل وجزئيات رؤيتها الطموحة 2030 والتي سوف تضعها باطمئنان وثقة في مصاف الدول المتقدمة في العالم. كما ان انشاء وزارة جديدة تحت مسمى وزارة الثقافة وتعديل مسمى وزارة الثقافة والإعلام إلى مسمى وزارة الإعلام وانشاء هيئة ملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وانشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي اضافة إلى تعيينات بوزارة الثقافة وعضوية مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية ووزارة الشؤون الإسلامية ومجلس الشورى ومدينة الملك عبدالله للطاقة وسواها من التعيينات الجديدة، تلك الأوامر كلها تشير بوضوح إلى نهج جديد سوف تنتقل المملكة بموجبه إلى عصر مزدهر من سماته التطلع إلى بناء غد أفضل تضمنته تلك الرؤية المستقبلية للمملكة. هذه الأوامر الملكية الكريمة تضاف بكل أبعادها الخيرة إلى أوامر سابقة تصب كلها في رافد التغيير الذي انتهجته المملكة للوصول بكل مؤسساتها إلى منطلقات جديدة لرسم مستقبل المملكة الواعد على أيادٍ شابة ومؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية وبامكانها بحكم مؤهلاتها العلمية وخبراتها أن تساهم مساهمة جادة وفاعلة في ترجمة تلك الرؤية المستقبلية إلى واقع ملموس على الأرض، وتلك طاقات يعول عليها في رسم أبعاد تلك الرؤية ووضعها موضع التنفيذ للوصول بهذا البلد الأمين إلى ما تتطلع إليه القيادة الحكيمة من آمال ومنجزات كبرى. المملكة بقيادتها الرشيدة التي صاغت بنود رؤيتها المستقبلية أرادت بتلك الأوامر الجديدة التمهيد لبلورة تلك البنود وتحويلها إلى خطة عمل تقوم على اشراك طاقات الوطن الشابة في مختلف عمليات التنمية والبناء والنهضة المرسومة تفاصيلها في تلك الرؤية الواثبة التي سوف تصنع للمملكة مكانة لائقة في عالم اقتصادي جديد ومتغير يعتمد على ثروة بشرية وطنية قادرة على رسم التغيير المطلوب والمنشود وفقا لطموحات قيادة هذا الوطن المعطاء، وتلك الثروة قادرة باذن الله على العطاء والبذل فهي عند حسن ظن القيادة فيها وفي أنشطتها المختلفة. تقدم الشعوب وازدهارها ورقيها يعتمد أساسًا على خطط مدروسة تؤهل طاقاتها الوطنية المؤهلة للقيام بأدوار نهضوية وتنموية فاعلة، وهذا ما تقوم به القيادة الحكيمة في وطن مؤهل بفضل الله للوصول إلى أرقى مراتب البناء والرخاء، وإلى مرحلة من التغيير المنشود في كل مرافقها وأدواتها ترجمة لرؤية المملكة ومشروع تحولها الوطني، وترجمة لتطلعات قيادة تعمل على صناعة مستقبل أفضل وأكمل للوطن ومواطنيه، وتلك تطلعات تحمل الكثير من الطموح اللامحدود لتحقيق ما تصبو إليه القيادة الرشيدة في هذا الوطن من خطوات سديدة للوصول بالمملكة إلى ما تنشده من رفعة وتقدم ونهضة.