لعبت المملكة دورا إيجابيا في حث طرفي النزاع عبر محادثات السويد لتسوية الأزمة اليمنية بطرق سلمية، وكان لهذا الدور تأثيره الواضح على القرار الأممي الخاص بالتسوية، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز الهدنة في محافظة الحديدة، غير أن التكهنات التي كانت تدور داخل الأوساط السياسية في الغرب والشرق بخرق تلك الهدنة من قبل الانقلابيين أخذت في الظهور، وهو خرق مارسته الميليشيات الحوثية في أعقاب مختلف التسويات السابقة بأهمية الركون إلى وقف إطلاق النار تمهيدا للوصول إلى حل آمن ونهائي ينزع فتائل الحرب الضروس التي طال أمدها وكادت أن تأتي على الأخضر واليابس في بلاد يتوق أهلها إلى السلام والاستقرار والأمن، ويبدو واضحا للعيان أن تلك الميليشيات الإرهابية بخرقها لوقف إطلاق النار بالحديدة من خلال استخدامها للصواريخ البالستية ومدافع الهاون وصواريخ الكاتيوشا وغيرها من الأسلحة، بالتزامن مع وصول رئيس لجنة إعادة الانتشار إلى اليمن يمثل النية المبيتة في عدم الرغبة في إنهاء الأزمة والعودة لمواصلة إشعال الحرب. لقد رحبت المملكة بجهود مجلس الأمن الدولي في العاصمة السويدية، وكان دعمها واضحا لتلك الجهود، سواء من قبل معالي وزير الخارجية أو المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة أو من قبل أعضاء البعثة السعودية لدى تلك المنظومة الدولية، وركزت على أهمية تنفيذ القرار الأممي 2216 للانسحاب من الحديدة ودعم تنفيذ ما جاء في اتفاق اجتماعات السويد، وتفعيل خطة السلام بمنح الأممالمتحدة تفويضا بالتواجد على الأرض ومراقبة مجريات الأحداث عن كثب. كما أن ترحيب الحكومة الشرعية بجهود الأممالمتحدة للتسوية بما يحافظ على وحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه ويشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل استنادا إلى المرجعيات الثلاث، جاء لدعم التسوية من خلال اتفاق السويد وجداوله الزمنية ذات العلاقة بانسحاب الميليشيات الحوثية من مدينة الحديدة وموانئها وتبادل الأسرى وإبطال الألغام كطرائق سالكة نحو إنهاء معاناة الشعب اليمني. ويبدو للعيان بعد انتشار المراقبين الدوليين بمدينة الحديدة، أهمية منع الخروقات الحوثية لوقف إطلاق النار، فإذا كانت تلك الميليشيات استمرأت من قبل القفز على القرارات الأممية والتلاعب بمسلماتها، فإن الوضع الراهن يختلف تماما بعد عملية الانتشار، بما يستدعي أهمية القيام بدور أممي فاعل، يحول دون أي محاولة حوثية لخرق الهدنة، التي يجب العمل على استمراريتها للوصول إلى التسوية النهائية لأزمة اليمن. والتفاؤل يحدو المملكة وكافة الدول المحبة للسلام والأمن والاستقرار بنجاح جهود الأممالمتحدة المكلفة بتعزيز الهدنة الحالية، وتفويت الفرص أمام الحوثيين لخرقها، من أجل تطبيق المرجعيات الثلاث وتطبيق الجداول الزمنية التي جاءت في محادثات السويد الأخيرة بين وفدي الشرعية اليمنية والحوثيين.