تقنية "الفار" ساهمت بشكل كبير في بسط عدالة المنافسة وكشفت في نفس الوقت التقديرات التحكيمية لكثير من الحالات والقرارات بانها لم تكن عادلة، حتى في ظل الاستعانة بأفضل حكام في العالم. مع كل ذلك، فإن الزج بالحكم السعودي وعودته لقيادة المباريات أو المشاركة في بعضها مطلب يفرضه الواقع. الجولة الماضية سجلت أول حالة فوز للاتحاد وأول هزيمة للهلال وما زال الأهلي يتعثر من مباراة إلى أخرى، بعد أن راهن الكثير على أنه المنافس الأقوى للهلال. الأهلي ليست مشكلته مالية وليست فنية، ولكنها في ظل ما نشاهد ونسمع من تصريحات فإن المشكلة إدارية. الأهلي سيتقابل مع الهلال في الجولة القادمة، والفريقان خسرا في الجولة الماضية، والوضع صعب على الفريقين، ففوز الهلال يعني ابتعاد الأهلي عن اللقب، وفوز الأهلي يعني انتعاشا جديدا للسباق نحو لقب الدوري. الجولة القادمة ذات حساسية مختلفة جدا، فالنصر سيقابل الاتحاد، وفوز الاتحاد سيعيق النصر عن التقدم نحو منافسة الهلال، وفوز النصر سيضع الفريق كمنافس قوي في انتظار نتيجة الهلال والأهلي. نتيجة مباراة الاتحاد والنصر والتي تسبق مباراة الهلال والأهلي ستشكل عامل ضغط على الهلال إذا خرج النصر منتصرا؛ لأن فارق النقاط سيتلاشى. من الصعب أن يخسر الهلال مباراتين متتاليتين، ولكن الأهلي يريد العودة للمنافسة، وإلا إذا ابتعد الأهلي سيكون ذلك ضربة للدوري وشكله الفني، فحينها سيفقد الدوري الاتحاد ثم الأهلي. ما يريح الهلال أن خسارته لم تكن من أحد منافسيه على لقب الدوري، فالعملية الحسابية لخسارة النقاط تمثل ثلاث نقاط فقط، أما من المنافس ستحسب بوضعية الست النقاط. الجميل أن هناك فريقا جميلا يلعب كرة جميلة ومميزة، فريق يلعب بكل بساطة وأداء مميز ممتع يطلق عليه سكري القصيم ساهم بشكل إيجابي في شكل الدوري فنيا. الشباب والاتفاق والوحدة قد يشكلون قوة إضافية للشكل الفني للدوري، لكنها إضافة غير مستقرة، فالمؤشرات الفنية ليست بشكل تصاعدي. البعض ينتظر ما سوف يحدث في فترة الانتقالات الشتوية، وهي فترة تأتي في وقت استمرار المسابقة، وهذا يعني أن التغيير قد لا يكون ذا تاثير كبير حسب ظروف كل فريق وترتيبه بالدور الأول. اللاعبون المميزون لن تفرط فيهم أنديتهم، ولذلك فإن حدثت استقطابات شتوية فستكون في أضيق الحدود. الأهلي علامة استفهام كبيرة، مستوى متذبذب كبير ونتائج مخيبة جدا.