تساهم شركة أرامكو السعودية في تطوير الاقتصاد السعودي ونموه منذ تأسيسها. وكانت المبادرات متتالية في توظيف وتدريب موظفيها في مجالات أعمالها منذ أكثر من سبعة عقود، حيث أرسلتهم في بعثات دراسية وتدريب متخصص إلى بعض الدول الصناعية المتقدمة في برامج مدروسة وتخصصات نوعية تسد احتياجاتها. مبادرات أرامكو السعودية كثيرة ومتنوعة، حيث تشمل مجالات الطاقة وتشييد الصروح التعليمية مثل جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وبناء الملاعب الرياضية الكبيرة مثل ملعب الجوهرة في جدة. وكانت ميادرة مدينة الملك سلمان للطاقة من أهم إنجازات أرامكو السعودية، حيث تم تدشينها يوم الإثنين الماضي في حفل بهيج في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في الظهران والذي يعد من منجزات أرامكو السعودية التي نفخر بها. صممت أرامكو السعودية برنامج تعزيز القيمة المضافة لقطاع التوريد في المملكة (Supply Chain) والمعروف باكتفاء من أجل تعزيز قيمة وكفاءة سلسلة الإمداد على مستوى الأعمال المتعددة والمتكاملة، وتشجيع تطوير قطاع طاقة سعودي يتميز بالتنوع والاستدامة والمنافسة العالمية. يهدف برنامج اكتفاء إلى دعم أرامكو السعودية لحيوية بيئتها التجارية في الأجل الطويل، خاصة أن قيامها بدور المحفز لتطوير قطاع خدمات طاقة وطني يسهم في جذب وتأسيس وتشجيع صناعات محلية مرتبطة بالطاقة، بحيث تتمتع بالقدرة على المنافسة العالمية، كما تشجع وتدعم تطوير الشركات الأخرى ذات الأهمية الإستراتيجية لها. وسيكون لاكتفاء دور في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستثمر في المحتوى المحلي. سيؤدي توفُر سلسلة إمداد الطاقة المحلية عالمية المستوى إلى تعزيز مناخ الأعمال في المملكة، ناهيك عن توفير فرص جديدة لتنفيذ أعمال أرامكو السعودية بدرجة أكثر جودة وفاعلية وكفاءة واقتصادية. كما سيعزز التوطين المحتوى المحلي والتنمية الاقتصادية الشاملة والتنويع، حيث إنها تعمل على مضاعفة إنتاج سلع الطاقة المحلية وخدماتها بالإضافة إلى زيادة صادراتها. وسيكون لاكتفاء دور كبير في تشجيع الشركات للمساهمة في واقع المحتوى المحلي في مجال الصناعة. تركز إدارة سلسلة الإمداد على الجودة انطلاقا من الاستحواذ على المواد الخام إلى تحقيق رضا الزبون النهائي بالشكل المطلوب حرصا على المنافسة العالمية المستدامة. كما تحظى الشركات الصغيرة والمتوسطة باهتمام برنامج اكتفاء، حيث تعد عصب الاقتصادات المزدهرة في العالم، ومحركات ديناميكية للإبداع والابتكار. تتميز الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمرونة والمعرفة الفنية والخبرة بالسوق المحلية من حيث السلوك والثقافة، كما تتوافر لديها المنتجات التي تحتاجها صناعة النفط والغاز. تعتمد أرامكو السعودية سياسة حصر المنافسة بين المصنعين الوطنيين، وذلك لتشجيع المورد الوطني على الرغم من الفوارق السعرية مع المستورد والتي تصل إلى 10% تقريبا.، ويراعى في اكتفاء عدم قدرة بعض الصناعات الوطنية على منافسة الأجنبية مثل الإلكترونيات، مما حدا بالشركة تدشين ذراع استثمارية للمشاريع العملاقة يضم كبرى الشركات في المملكة تحت مسمى «جسور» أرامكو وسابك جزء من هذا التحالف، حيث أطلقت "ساند" ليكون إلى جنب اكتفاء في دعم المحتوى المحلي والقيمة المضافة. وختاما، تشترط أرامكو السعودية على المستثمرين الأجانب الاستثمار محليا حتى يتم السماح لشركاتهم بالمنافسة على مشاريع أرامكو السعودية في مجال التصنيع والتوريد، والجدير بالذكر أن أرامكو السعودية منحت أكثر من 13 ألف ترخيص لمصانع محلية في المملكة،، ناهيك عن سرعة إجراءات منح التراخيص، حيث أصبحت أكثر سهولة ومرونة في ظل وجود فريق عمل ميداني متكامل يتواصل مع ملاك المصانع.