حين امتزج الذوق بالوفاء في أمسية مجلس ذوق الأدبي بعنوان «وسم على أديم الفكر والأدب» ضيف اللقاء الأستاذ حمد القاضي الذي حلق بنا في تلك الأمسية مع الراحل معالي الوزير د. عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- ما أجمل ما قيل من مواقف في تلك الليلة من أستاذ الوفاء عن وزير الصدق والنقاء من صدق، شفافية، نزاهة وبساطة، للأسف لن يسعفني مقال يتيم عن الحديث كما يجب عن الراحل أو ذكر كل ما قيل في تلك الأمسية، من تلك المواقف التي أساء بعض الإعلاميين التعامل معها، عندما رفض -رحمه الله- الطلب الذي تقدم به لوزارة المالية فكان معاليه الطالب والرافض للطلب في آن، هناك من تندر من الحادثة لجهلهم بها، والقصة الحقيقية، أنه عندما قدم طلبا لمشروع تعليمي لمعالي وزير المالية محمد أبا الخيل بصفته وزير المعارف، اعتذر وزير المالية ووجه بالرد عليه، في تلك الأثناء صدر قرار بتكليف معالي الدكتور الخويطر وزيرا للمالية، وكان بإمكانه تأجيل التوقيع حتى لا يقع في حرج، لكنه آثر أن لا يتعطل الخطاب فوقعه ولم يكترث من الحرج، وهذا درس لسمو النفس وجعل المصلحة العامة فوق الاعتبارات الشخصية. أيضا لم يهتم بالكماليات والديكورات في حياته حيث كان مكتبه متواضعا ولم يكترث بتغيير أثاثه، وعندما سئل، ما معناه، لماذا أثاث منزلك أنيق وأثاث مكتبك عتيق؟، قال رحمه الله، أثاث منزلي من جيبي الخاص بينما أثاث المكتب من مال الدولة، وهذه رسالة أخرى في الحفاظ على المال العام!! وفيما يخص الشفاعات (الواسطة) وصل لمعالي الوزير طلب من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان -رحمه الله- بنقل أحد المعلمين إلى منطقته، وعندما وصله الطلب وجد أن هناك خمسة معلمين يستحقون النقل، لم يتردد في الاتصال بسمو الأمير سلطان مبينا له أن هناك خمسة معلمين أحق بالنقل مما جعل الأمير يقدر حرص الوزير على العدل وترك القرار بيده بعد أن أوضح له الصورة، وهذه رسالة أخرى عن الشفاعة والمساواة. استوقفتني قصة القلم، كما رواها الأستاذ حمد، طلع الوزير من مكتبه متجها لاجتماع مجلس الوزراء، وخلال دقائق عاد، وعندما سأله مدير مكتبه عن سبب العودة، عسى ما شر يا معالي الوزير؟ قال لقد نسيت القلم في جيبي ولا أعلم هل أعود للمكتب أم لا والأعمار بيد الله، خاف أن يموت قبل أن يعيد قلما!! ماذا نقول لمن لم يسرق قلما بل سخروا الأقلام في التزوير والاختلاس وأكل أموال الناس بالباطل!! درس عملي عن نظافة اليد. ما ذكرته في مقالي نزر يسير عن بحر من الصدق والنزاهة والشفافية، وأفضل ما أختم به دعوة له في ظهر الغيب، رحمك الله يا عبدالعزيز الخويطر..... آمين.